للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا، أَوْ دَخَلْتَهَا، فَإيَّاكَ وَسِبَاخَهَا، وَكَلَّاءَهَا، وَسُوقَهَا، وَبَابَ أُمَرَائِهَا، وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا، فَإنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ، وَقَذفٌ، وَرَجْفٌ، وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ".

===

قال أبو سعد (١) السمعاني (٢): يقال للبصرة: قبة الإِسلام وخزانة العرب، بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة سبع عشرة، وسكنها الناس سنة ثمان عشرة، ولم يُعْبَدْ صنم قط على أرضها، كذا قاله أبو الفضل عبد الوهاب بن أحمد الواعظ بالبصرة.

(فإن أنتَ مررتَ بها، أو دخلتَها، فإياك وسباخَها، وكَلَّاءها) وكَلَّاء ككتان (٣) مرفأ السفن، وموضع بالبصرة، (وسوقها، وبابَ أمرائها، وعليك بضواحيها) جمع ضاحية، وهي البادية والناحية الظاهرة للشمس، وضاحية موضع بالبصرة، (فإنه يكون بها خسف) أي غيبوبة في الأرض، (وقذف) أي رمي أهلها بالحجارة كالمطر والبرد، (ورجف) أي زلزلة، (وقوم) فيها (يبيتون) سالمين (يصبحون قردة وخنازير (٤)).

قيل: فيه إشارة إلى أن فيها تنشأ قدرية, لأن الخسف والمسخ إنما يكون في هذه الأمة.

قال في "الدرجات": هذا الحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (٥) بطريق غير ما أخرجه به المصنف، قال الحافظ صلاح الدين العلائي: هذا ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" بطريق أبي يعلى الموصلي، نا عمار بن زربي، نا النضر بن أنس، عن أبيه، عن جده، عن أنس، وتعلق فيه بعمار بن زربي، وهو متهم، وهو كما قال؛ لكنه لم يتفرد به عمار، بل له سند


(١) في الأصل: "ابن سعد"، وفي "تهذيب الأسماء": "أبو سعيد"، وكلاهما تحريف، والصواب: أبو سعد السمعاني.
(٢) انظر: "الأنساب" للسمعا ني (١/ ٣٦٣).
(٣) اْعني بالفتح والتشديد، كما في "الصراح". (ش).
(٤) ذكر صاحب "الإشاعة" بعضَ هذه الأمور. (ش).
(٥) (٢/ ٢/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>