للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْفُضَيْلِ، عن عُمَارَةَ، عن أَبِي زُرْعَةَ، عن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا فَذَاكَ (١) حِينَ: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} الآية". [خ ٤٦٣٥، م ١٥٧، جه ٤٠٦٨، حم ٢/ ٣١٣]

===

الفضيل، نا عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها، فذاك) أي إيمانهم (حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ} أي: أو لم تكن كسبت ({فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} الآية).

قال ابن جرير (٢): وأولى الأقوال بالصواب في ذلك ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ذلك حين تطلع الشمس من مغربها"، وأما قوله: {أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} فإنه يعني: أو عملت في تصديقها بالله خيرًا، من عمل صالح يصدق قبله، ويحققه، من قبل طلوع الشيس من مغربها، ولا ينفع كافرًا لم يكن آمن بالله قبل طلوعها، كذلك إيمانه بالله إن آمن، وصدَّق بالله ورسله؛ لأنها حالة لا تمتنع نفس من الإقرار بالله لعظيم الهول الوارد عليهم من أمر الله، فحكم إيمانهم كحكم إيمانهم عند قيام الساعة.

وتلك حال لا يمتنع الخلق من الإقرار بوحدانية الله عزَ وجلَّ لمعاينتهم من أهوال ذلك اليوم ما ترتفع معه حاجتهم إلى الفكر والاستدلال والبحث والاعتبار، ولا ينفع من كان بالله وبرسله مصدِّقًا، ولفرائض الله مضيعًا، غير مكتسب بجوارحه لله طاعة، إذا هي طلعت من مغربها، أعماله إن عمل، وكسبه إن اكتسب، لتفريطه الذي سلف قبل طلوعها في ذلك.

ثم أخرج عن السدي في معنى هذه الآية يقول: كسبت في تصديقها خيرًا


(١) في نسخة بدله: "فذلك".
(٢) انظر: "تفسير الطبري" (٥/ ١٠٢). سورة الأنعام: الآية ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>