وَجِئْتُمُونِى بِهِ"! لِيَسْتَثْبِتَ (١) رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهُ, فَأَمَّا لِتَرْكِ حَدٍّ فَلَا", قَالَ: فَعَرَفْتُ وَجْهَ الْحَدِيثِ. [حم ٣/ ٣٨١]
٤٤٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ, نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ, نَا خَالِدٌ - يَعْنِى الْحَذَّاءَ -, عَنْ عِكْرِمَةَ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنَّهُ زَنَى, فَأَعْرَضَ عَنْهُ, فَأَعَادَ عَلَيْهِ مِرَارًا, فَأَعْرَضَ عَنْهُ, فَسَأَلَ قَوْمَهُ: "أَمَجْنُونٌ هُوَ؟ ", قَالُوا: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قَالَ: "أَفَعَلْتَ بِهَا؟ ", قَالَ: نَعَمْ, فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ, فَانْطُلِقَ بِهِ فَرُجِمَ, وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. [ق ٨/ ٢٢٦]
===
و) هلَّا (جئتموني به) قال جابر: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فهلا تركتموه وجئتموني به (لِيستثبِتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، فأما لترك حدٍّ فلا، قال: فعرفتُ وجه الحديث).
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "حدثني ذلك مَن شئتم" هذه مقولة الحسن، أراد بذلك أن هذه الزيادة رواها كثير من الصحابة، ولا يدرى وجهه، وذلك لأن الحد لا يسقط إذا بلغ الحاكمَ أمرُه، فعلم بحديث جابر أن المراد ليس هو الترك مطلقًا، بل المراد أن ثبوت الحد لما كان مبنيًا على إقراره، فلعله أن يرجع عن إقراره المبني عليه الحد، فيسقط الحد لأجل ذلك.
٤٤٢١ - (حدثنا أبو كامل، نا يزيد بن زريع، نا خالد -يعني الحذاء-، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن ماعز بن مالك أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه زنى، فأعرض عنه، فأعاد عليه مرارًا، فأعرض عنه) أي في أثناء تكرار الإقرار (فسأل قومَه) لما تم إقرارُه أربَع مرات: (أمجنون هو؟ قالوا: ليس به) أي لعقله (بأس، قال: أفعلتَ بها؟ قال: نعم، فأمر به أن يُرجَم، فانطُلِق به فَرُجِم، ولم يصل عليه) النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(١) في نسخة: "ليستتيب".