للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وَسَكَتَ شَابٌّ مِنْهُمْ, فَلَمَّا رَآهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- سَكَتَ أَلَظَّ بِهِ النِّشْدَةَ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّا نَجِدُ فِى التَّوْرَاةِ الرَّجْمَ.

فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "فَمَا أَوَّلُ مَا ارْتَخَصْتُمْ أَمْرَ اللَّهِ؟ ", قَالَ: زَنَى ذُو قَرَابَةٍ مَعَ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِنَا, فَأَخَّرَ عَنْهُ الرَّجْمَ, ثُمَّ زَنَى رَجُلٌ فِى أُسْرَةٍ مِنَ النَّاسِ, فَأَرَادَ رَجْمَهُ, فَحَالَ قَوْمُهُ دُونَهُ, وَقَالُوا: لَا يُرْجَمُ (١) صَاحِبُنَا حَتَّى تَجِئَ بِصَاحِبِكَ فَتَرْجُمَهُ, فَاصْطَلَحُوا (٢) عَلَى هَذِهِ الْعُقُوبَةِ بَيْنَهُمْ.

فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "فَإِنِّى أَحْكُمُ بِمَا فِى التَّوْرَاةِ", فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا. [تقدم برقم ٣٦٢٤]

قَالَ الزُّهْرِىُّ: فَبَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ (٣) فِيهِمْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ

===

(قال) أبو هريرة: (وسكت شاب منهم) وهو عبد الله بن صوريا لم يتكلم. (فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - سكت) ولم يتكلم معهم (أَلَظَّ به النِّشدةَ) أي ألزم به القسمَ (فقال: اللَّهم إذ نشدتَنا فإنا نجد في التوراة الرجمَ).

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فما أولُ ما ارتخصتم أمر الله؟ ) أي فأيُّ سبب أول في أسباب اختياركم الرخصةَ في أمر الله (قال: زنى ذو قرابة من ملك من ملوكنا فَأُخِّر عنه الرجمُ) لكونه ذا قرابة من الملك (ثم زنى رجل في أسرة) أي عشيرة (من الناس) وذي قوة بسبب عشيرته (فأراد) الملك (رجمَه فحال قومُه دونَه) أي منع قومُه عن الرجم (وقالوا: لا يُرجَم صاحبُنا حتى تجيء بصاحبك فترجِمَه! واصطلحوا) أي صالحوا واتفقوا (على هذه العقوبة بينهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فإني أحكم بما في التوراة) بالرجم (فأمر) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بهما فَرُجِما).

(قال الزهري: فبلَغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ


(١) في نسخة: "لا تَرْجُمْ".
(٢) في نسخة: "فأصلحوا".
(٣) في نسخة: "أنزلت".

<<  <  ج: ص:  >  >>