للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١)

٤٥٩٠ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب وَأَبِي سَلَمَةَ سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ، عن رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ". [تقدَم برقم ٣٠٨٥]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْعَجْمَاءُ الْمُنْفَلِتَةُ الَّتِي لَا يَكُونُ مَعَهَا أَحَدٌ، وتكُونُ بِالنَّهَارِ لَا تكون بِاللَّيْلِ.

===

٤٥٩٠ - (حدثنا مسدد، نا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة) أنهما (سمِعَا أبا هريرة يحدث، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: العَجْماء) أي البهيمة (جُرْحُها جُبارٌ) أي هَدْرٌ (والمَعْدِنُ جُبارٌ) أي إذا حَفَر حَفيرة لاسْتخراج المَعْدِنِ فوقع فيه إنسان فهو هَدْرٌ (والبِئْر جُبارٌ) أي إذا حَفَر البئرَ في مِلْكه فسقط فيه أحد فهو هَدْرٌ (وفي الرِّكازِ الخُمسُ).

قال في "القاموس": الركاز: وهو ما رَكَزَه الله تعالى في المَعَادِنِ، أي أحدثه فيها، ودَفين أهل الجاهلية، وقطع الفضة والذهب من المعدن.

(قال أبو داود: والعَجْماء) أي المراد من العجماء الدابة (المُنْفَلِتَةُ التي لا يكون معها أحدٌ، وتكون بالنهار لا تكون بالليل).

قال الخطابي (٢): وإنما يكون جُرْحُها هدرًا إذا كانت مُنْفَلِتَة عائرةً على وجهها, ليس لها قائدٌ ولا سائقٌ، وأما البئر فهو أن يحفر الرجلُ بئرًا في ملك نفسه فيتردى فيها إنسانٌ فإنه هَدْرٌ لا ضمان عليه.

وقد يتأول أيضًا عن البئر تكون بالوادي يحفرها الإنسان فيُحْيِيها بالحفر والإنباط، فيتردَّى فيها إنسانٌ فيكون هَدْرًا. والمعدن ما يستخرجه الإنسان من


(١) في نسخة: "باب العَجْماء والمعدِن والبئر جُبار".
(٢) "معالم السنن" (٤/ ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>