للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاذٍ: مَايدْرِينِي- رَحِمَكَ اللَّهُ- أَنَّ الْحَكِيمَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلَالَةِ، وَأَنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ كَلِمَةَ الْحَقِّ؟ ! قَالَ: بَلَى، اجْتَنِبْ مِنْ كَلَامِ الْحَكِيمِ الْمُشْتَهِرَاتِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: مَا هَذِهِ؟ وَلَا يَثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَإنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِعَ، وَتَلَقَّ الْحَقَّ إذَا سَمِعْتَهُ، فَإنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ في هَذَا الْحَدِيثِ:

===

(قال) يزيد بن عَميرة: (قلت لمعاذ: ما يُدريني- رحمك اللهُ- أن الحكيم قد يقول كلمةَ الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟ ! قال) معاذ: (بلى، اجتنبْ من كلام الحكيم المشتهِرات التي يُقال لها) أي المشتهرات: (ما هذه؟ ) أي يقول الناس في شأنها هذه الكلمة إنكارًا.

وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "ما يدريني"، يعني بذاك أني كيف لي الفرق بين حقه وباطله؟ !

وحاصل الجواب: أن ما أنكر عليه العلماءُ باطلٌ، وكذلك ما أنكرتَ عليه إن كنتَ أهل علم.

(ولا يثنينك) أي لا يَصْرِفَنَّك (ذلك) أي كلام الحكيم (عنه، فإنه) أي الحكيم (لعله أن يراجِع) إلى الحق، (وتَلقَّ الحقَ إذا سمعتَه، فإن على الحق نورًا) (١).

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "فإنه لعله" يعني أنك إن لم تَنصرفْ عنه ولم تَدعه يُرجى أن يَقبل الحق بوَعْظِك وحيائك، أو المعنى لا تنصرف عنه، فلعله يتكلم بالحق فيما وراء ما تكلم به من الباطل.

(قال أبو داود: قال معمر (٢)، عن الزهري في هذا الحديث:


(١) قال الحاكم (٤/ ٤٦٠): صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي.
(٢) أخرج روايته عبد الرزاق (١١/ ٣٦٣) رقم (٢٠٧٥٠)، ومن طريقه أخرجها أبو بكر الآجري في "الشريعة" (١/ ٤٠٥ - ٤٠٦) رقم (٩٠، ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>