للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ. وَإيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَةِ ضَلَالَةٌ". [ت ٢٦٧٦، جه ٤٣، دي ٩٦، حم ٤/ ١٢٦]

٤٦٢٤ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي

===

"من بَنَى لله مَسْجِدًا كَمَفْحَصِ (١) قَطَاةٍ" (٢)، وقدر مَفْحص قطاةٍ لا يكون مسجدًا لآدمي.

(فإنه مَنْ يَعِشْ منكم بَعدي) أي بعد موتي (فسيرَى اخْتلافًا كثيرًا) في الدين (فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشِدِين المَهْدِيِّين، تمسكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذ) وهو آخر الأَضْراس، وإنما أراد بذلك الجِدّ في لزوم السنَّة. (وإياكم ومُحدَثَاتِ الأمور) أي احذَرُوها (فإن كلَّ مُحْدَثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة).

قال الخطابي (٣): هذا خاص ببعض الأمور دون بعض، وكل شيء أُحدث على غير مثال أصْلٍ من أصول الدين وعلى غير عبارته وقياسه، فأما ما كان منها مبينًا على قواعد الأصول ومردودًا إليها فليس ببدعة ولا ضلالة.

وفي قوله: "سُنَّةُ الخُلَفَاءِ"، دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولًا، وخالف فيه غيره من الصحابة كان المصيرُ إلى قول الخليفة أولى.

٤٦٢٤ - (حدثنا مسدد، نا يحيى، عن ابن جريج، حدثني


(١) المَفْحص: مَفْعل، من الفَحْص، بمعنى البَحْث والكَشْف، كالأُفْحوص، وجمعه: مَفَاحِص. "النهاية" (٣/ ٤١٥).
(٢) القَطَاةُ: واحدة القَطَا، وهو نوعٌ من اليمام، يؤثر الحياة في الصحراء، ويتَّخذ أفحوصه في الأرض، ويطير جماعات، ويقطع مسافات شاسعة، وبيضه مُرقَّط. (ج) قطًا، وقطوات، وقطيات. "المعجم الوسيط" (٢/ ٧٤٨).
(٣) "معالم السنن" (٤/ ٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>