للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٤٢ - حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ، نَا جَرِير، (ح): وَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: نَا جَرِيرٌ، عن الْمُغِيرَةِ، عن الرَبِيع بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّي قَالَ: سَمِعتُ الْحَجاجَ يَخْطُبُ، فَقَالَ في خُطْبَتِهِ: رَسولُ أَحَدِكُمِ في حَاجَتِهِ أَكْرَمُ عَلَيْهِ أَمْ خَلِيفَتُهُ في أَهْلِهِ؟ فَقُلْتُ في نَفْسِي: للهِ عَلَيَّ ألاّ أصَلَي خَلْفَكَ صَلَاةً أَبَدًا، وإنْ وَجَدْتُ قَوْمًا يُجَاهِدُونَكَ

===

٤٦٤٢ - (حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالْقَاني، نا جرير، ح: ونا زُهير بن حرب قَالَا) هكذا في أكثر النُّسَخ المكتوبة، ولو كان بصيغة الإفراد لكان أحسن، (نا جرير، عن المغيرة، عن الربيع بن خالد الضَّبي قال: سمعت الحجاج يخطب، فقال في خطبته: رسولُ أحدِكم في حاجته أكرمُ عليه أم خليفته في أهله؟ فقلتُ في نفسي: لِلَّهِ عليَّ أن لا أُصلِّيَ خلفَك صلاةً أبدًا، وإن وجدت قومًا يجاهدونك).

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "رسولُ أحدِكم في حاجته"، حمَلَ الربيعُ على ما حملها المحشي: من أنه قَصَد تفضيلَ نفسه والمَرْوانيِّين على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وليس بشيء؛ لأن أحدًا منهم لم يكن له تَعرُض بالرسالة، ولا إنكار على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا تَعرُّض بالشَّيخَيْن فيما نعلم، بل الذي ترصدوا له فضل عليّ، وكانوا بصَدَد أن يثبتوا خلافه فىٍ كل أمر، لكونهم من أصحاب عثمان في زعمهم, وكان عليٌّ مخالفه فيما ظنوا.

فالحق أن الحجاجَ إنما قَصد بذلك الإشارة إلى ما ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان في المدينة حين مرضتْ زوجتُه، وإلى إرسال عليٍّ على الحج بكلمات ينادي بهن: "أَلَا لَا يَطُوْفَنَّ بالبيت عُريَان" (١)، ولم يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل عثمان رسولًا في الحُدَيبيِة، وترك عليًا خليفة في أهله في بعض الغزوات، {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} (٢)، انتهى.


(١) في الأصل: "وغيرها"، وهو تحريف.
(٢) سورة النساء: الآية ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>