للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ, فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِى الْقَدَرِ. فَوَفَّقَ اللَّهُ تعالي لَنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ دَاخِلًا فِى الْمَسْجِدِ, فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي, فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ, فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ, إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا أنَاسٌ (١) يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ, وَيَتَفَقَّرُونَ (٢) الْعِلْمَ, ويَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ, وَالأَمْرُ أُنُفٌ! فَقَالَ: إِذَا (٣) لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِئٌ مِنْهُمْ, وَهُمْ بُرَآءُ مِنِّي. وَالَّذِى يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ (٤) لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ ذهبًا مِثْلَ أُحُدٍ فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ,

===

أو مُعتَمِرَيْن، فقلنا: لو لقِيْنا أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) لكان خيرًا (فسألناه عما يقول هؤلاء) أىِ القَدَريُّون: معبدٌ وأصحابُه (في القَدَر) أي في إنكاره، (فَوَفَّقَ الله تعالى لنا عبدَ الله بن عمر داخلًا) أي حال كونه داخلًا (في المسجد، فاكتنفْته) أي أحطته (أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سَيَكِلُ) أي يُفوِّض (٥) (الكلامَ إليَّ، فقلت: ) يا (أبا عبد الرحمن) كنية ابن عمر، (إنه قد ظَهَر قبلنا ناس يَقرؤُون القرآن، ويَتقفرون) أي يتتبَّعون (العلم، ويزعمون أنْ لا قَدَر و) أن (الأمْرَ أُنُفٌ) أي مُسْتأنف لم يتقدم شيء من قَدَر!

(فقال) ابن عمر: (إذا لقيتَ أولئك) أي القَدَرِيِّين (فأخبِرْهم أني بريء (٦) منهم، وهم بُرَآء مني) أي ليس بيني وبينهم تعلقٌ، (والذي يَحلفُ به عبد الله لو أن لأحدِهم ذهبًا مثلَ أُحدٍ فأنفقه ما قَبِله اللهُ منه) لأنه لا يقبَل إلّا من المُؤمن (حتى يؤمن بالقَدَر).


(١) في نسخة بدله: "ناس".
(٢) في نسخة بدله: "يتفقرون".
(٣) في نسخة بدله: "فإذا".
(٤) في نسخة: "عبد الله بن عمر".
(٥) لجراءتي وكوني أَلْسَنَ، كما في حاشيه "الكوكب" عن النووي (٣/ ٣٣٥). (ش).
(٦) تَعَجَّل في التبري تنفيرًا عنهم. "الكوكب الدري" (٣/ ٣٣٦). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>