للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَا (١) نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ (٢) طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ, شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ, لَا يُرَى (٣) عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلَا نَعْرِفُهُ, حَتَّى جَلَسَ إِلَى رسول الله (٤) -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ, وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ, فقَالَ (٥): يَا مُحَمَّدُ, أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلَامِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ,

===

(ثم قال (٦): حدثني عمر بن الخطّاب قال: بَيْنا نحنُ عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذْ طَلَعَ علينا رجلٌ) أي في صووة الرَّجُل وهو جبرائيل عليه السلام (شديدُ بياض الثياب، شديدُ سواد الشعر، لا يُرى عليه أَثَرُ السفر) حتى تعلم أنه غريب (ولا نعرفه، حتى جلس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسند) أي ألصق (رُكبَتَيْه إلى رُكبَتَيْه، ووضع كفَّيْه على فَخِذَيْه) أي فخذي نفسه متأدبًا، أو فخذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبسِّطًا.

(فقال: يا محمَّد، أَخْبِرْني عن الإِسلام (٧)؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الإِسلام أن تشهدَ أن لا إله إلّا الله، وأن محمدًا رسول الله) أي تُقِرُّ بالشهادتين: التوحيد


(١) في نسخة بدله: "بينما".
(٢) في نسخة بدله: "إذا طلع".
(٣) في نسخة: "لا ترى".
(٤) في نسخة بدله: "النبي".
(٥) في نسخة بدله: "وقال".
(٦) مستدلًا على أن الإيمان بالقَدَر داخل في حدِّ الإيمان، كما في "الكوكب" (٣/ ٣٣٦)، وبسط ابن القيم في كتاب الصلاة له (ص ٥١٥) حديث: "كفرًا دون كفر"، وقال: الكفر نوعان، كفر عمل، وكفر جحود ... إلخ، وبسط الروايات التي أطلق فيها الكفر من ترك الصلاة والزنا. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم بعضًا". (ش).
(٧) اختلف في أنه هل يطلق على سائر المِلَل، أو يختص بهذه الأمة؟ كذا في "الفتاوى الحديثية" (ص ٢٣٧). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>