للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ (١) , وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ التَّوْرَاةَ, تَلُومُنِي (٢) عَلَى أَمْرٍ (٣) قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِى بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» (٤). [خ ٦٦١٤, م ٢٦٥٢, ت ٢١٣٤, جه ٨٠, حم ٢/ ٣٩٨]

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: عَنْ عَمْرٍو, عَنْ طَاوُسٍ, سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ.

===

(فقال آدم: أنتَ موسى اصْطفاك اللهُ بكلامه، وخَطَّ لك بيده التوراةَ) وفيها تعليم القدَر الأمر بالإيمان به، (تلومُني على أمر قدَّره عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ ) فكيف يمكنني الامتناعُ من أكل الشجرة؟ (فحجَّ) أي غلب بالحُجَّة (آدمُ موسى) (٥).

فإن قلتَ: فعلى هذا يُمكن أن يغلب بالحجة كلُّ مَنْ يرتكب الكبائر، ويَنتهِك الحُرُمات أن يتخلَّص من الإلزام بإحالته على التقدير؟ .

قلنا: لا، هذا دار التكليف، فلا يجوز مثل ذلك في نَشْأَة الدنيا لما يلزمه عليه من إبطال التكليف، وأما في النشأة الآخرة فيجوز لعدم بقاء التكليف فيها، فلا محل هناك للإلزام.

(قال أحمد بن صالح: عن عمرو، عن طاوس) أنه (سمع أبا هريرة) فالفرق بين الروايتَيْن أن مسددًا روى سماعًا بقوله: عن عمرو بن دينار أنه سمع طاوسًا، وأحمد بن صالح روى بصيغة "عن" بقوله: عن عمرو، عن طاوس.


= "اليَواقِيت والجواهر" (٢/ ١٥٥)، وفي "حجَّة الله البالغة" (١/ ٥١): أن الجنة حقيقة ومثالية. (ش).
(١) في نسخة بدله: "لكلامه".
(٢) في نسخة: "أتلومُني".
(٣) زاد في نسخة: "قد".
(٤) في نسخة: "فحجَّ آدم موسى، فَحَجَّ آدمُ موسى".
(٥) ولم يحتج بذلك عند عتابه عزَّ وجلَّ؛ لأنه كان وقت تكليف مع ما من البَوْن البيَّن في المحاورة مع الخالق والمخلوق، كذا في "العرف الشذي" (٣/ ٣٨٥). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>