للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: «وَالْعَنَانَ؟ » , قَالُوا: وَالْعَنَانَ.

- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ أُتْقِنِ الْعَنَانَ جَيِّدًا - قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟ » , قَالُوا: لَا نَدْرِى. قَالَ: «إِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ, أَوِ ثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. ثُمَّ السَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ» ,

===

(قال) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والعَنانَ؟ ) أي وهل تُسَمُّونه العَنانَ؟ (قالوا: والعَنانَ) أي ونُسَمِّيه العَنانَ أيضًا.

كتب مولانا محمَّد يحيي المرحوم: إنما نبه بتلك الأسماء على أنها حقيقة في السماء المقصود ذكرها، وإن كان يطلق على السحاب أو بالعكس، والله أعلم، انتهى.

(قال أبو داود: لم أُتْقِن) من شيخي محمَّد بن الصباح لفظ (العَنان جيدًا) فلعله أتقنه من بعض تلامذة الشيخ.

(قال) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هل تدرون ما) قدر (بُعْد ما بين السماء والأرض؟ قالوا) أي الصحابة: (لا ندري، قال) رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن بُعد ما بينهما إما واحدةٌ، أو ثنتان، أو ثلاثٌ وسبعون سنةً).

فإن قلتَ: قد جاء في بعض الأخبار أن بُعد ما بينهما خمسمائة عام، قال الطيبي (١): المراد بالسبعين التكثير (٢) دون التحديد، ورد بأنّه لا فائدة حينئذ لزيادة واحد واثنتان.

قلت: لعل التفاوت لتفاوت السائر، إذ لا يُقاس سَيْر الإنسان بسَيْر الفَرَس.

(ثم السماءُ فوقها) أي السماء الثانية فوق السماء الأُولى (كذلك)،


(١) "شرح الطيبي" (١٠/ ٣٢٨).
(٢) كذا في الحاشية عن "فتح الودود"، وقال القاري (٩/ ٧١٩): التكثير ها هنا أبلغ والمقام له أدعى، انتهى. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>