للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ في حَدِيثِهِ: «إِنَّ اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ, وَعَرْشُهُ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ». وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى وَابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ: عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ وَجُبَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ جَدِّهِ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَالْحَدِيثُ بِإِسْنَادِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ الصَّحِيحُ, ووَافَقَهُ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ

===

وفي الكلام حذْف وإضمار، فمعنى قوله: "أَتَدْري ما اللهُ"؟ معناه: أتدري ما عظمةُ الله وجلاله؟ وقوله: "إنه لَيَئِطُّ به"، معناه: إنه ليعجز عن جلاله وعظمته حتى لَيَئِط به، إذ كان معلومًا أن أَطِيطَ الرَّحْل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه، ولعجزه عن احتماله، فقرر (١) بهذا النوع من التمثيل عنده معنى عظمة الله وجلاله وارتفاع عرشه، ليَعلم أن الموصوفَ بعُلُوِّ الشأن وجلالةِ القدر وفَخامةِ الذكر لا يجعل شفيعًا إلى مَنْ هو دونه في القدْر وأسفل منه في الدرجة، وتعالى الله أن يكون مشبهًا بشيء ومكيفًا بصورة خلق أو مُدْركًا بحد، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، انتهى.

(قال ابن بشَّار في حديثه: إن الله فوق عرشه، وعرشُه فوق سَمواته، وساق الحديث. وقال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشَّار: عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمَّد بن جبير، عن أبيه، عن جده)، والفرق بين سندهم وسند أحمد بن سعيد: أن عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار فقالوا (٢): روى ابنُ إسحاق عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمَّد بن جبير، وأما أحمد بن سعيد فقال في سنده: عن يعقوب بن عتبة، عن جبير بن محمَّد، فروى يعقوبُ، عن جبير.

(قال أبو داود: والحديثُ بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح) بأن محمَّد بن إسحاق يروي عن يعقوب بن عتبة، ويروي يعقوبُ عن جبير بن محمَّد، (وافقه) أي أحمدَ بن سعيد (عليه جماعة) ثقات (منهم: يحيى بن معين


(١) في الأصل: "فقرب"، وفي "المعالم" ما أثبتناه.
(٢) الظاهر بدله: "قالوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>