للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: "إنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا (١)، وَإنَّ مِنَ الْعِلْمِ جَهْلًا، وَإنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَإنَّ مِنَ الْقَوْلِ عِيَالًا"، فَقَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ: صَدَقَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. أَمَّا قَوْلُهُ: "إنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا"، فَالرَّجُلُ يَكُونُ عَلَيْهِ الْحَقُّ وَهُوَ أَلْحَنُ بِالْحُجَجِ مِنْ صَاحِب الْحَقِّ، فَيَسْحَرُ الْقَوْمَ بِبَيَانِهِ، فَيَذْهَبُ بِالْحَقِّ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: "مِنَ الْعَلْمِ جَهْلًا"، فَيَتَكَلَّفُ الْعَالِمُ إلَى عِلْمِهِ مَا لَا يَعْلَمُ، فَيُجَهِّلُهُ ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: "وَإنَّ مِنَ الشِّعْرَ حُكْمًا"، فَهِيَ هَذِهِ الْمَوَاعِظُ وَالأَمْثَالُ الَّتِي يَتَّعِظُ النَّاسُ بهَا (٢). وَأَمَّا قَوْلُهُ: (٣)

===

يقول: إن من البيان سحرًا، وإن من العلم جَهْلًا) قيل: هو أن يتعلم ما لا يحتاج إليه كالنجوم، وعلوم الأوائل، وقيل: هو أن يتكلف العالم القول فيما لا يعلمه فيجهله ذلك.

(وإن من الشعر حُكمًا) أي حكمة (وإن من القول عِيالًا) أي وبالًا، كما جاء: "البلاء موكل بالمنطق"، بأن يكون من إثم، أو ملالًا على السامع الجاهل الذي لا يفهمه، أو العالم الذي يعلمه، كذا في "المجمع" (٤).

(فقال صعصعة بن صوحان: صَدَقَ نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، أما قوله: إن من البيان سحرًا، فالرجل يكون عليه الحقُّ) لأحد من الناس (وهو) أي الرجل (ألحن بالحُجَج) أي أفصح (من صاحب الحقِّ، فَيَسْحَرُ القومَ ببيانه، فيذهب بالحق) أي يسقطه عنه بحسن بيانه، (وأما قوله: من العلم جهلًا، فيتكلف العالم إلى علمه ما لا يعلم، فَيُجَهِّله ذلك) أي يكون سببًا لتجهيله، (وأما قوله: وإن من الشعر حكمًا، فهي هذه المواعظ والأمثال التي يتّعظ الناس بها، وأما قوله) إن


(١) في نسخة: "لسحرًا".
(٢) في نسخة: "يتعظ بها الناس".
(٣) زاد في نسخة: "إن".
(٤) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٧٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>