للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٢٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عن ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "مَنْ رَآنِي في الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي في الْيَقَظَةِ"

===

٥٠٢٣ - (حدثنا أحمد بن صالح، نا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من رآني في المنام فَسَيَرَاني في اليقظة) (١).

قال في "فتح الودود": قيل: أي يوم القيامة، فيكون هذا بشارة له بحسن الخاتمة، رزقنا الله تعالى ذلك مع جميع الأحبة، فسقط ما قيل: إنه لا فائدة فيه؛ لأنه يراه يوم القيامة جميع الأمة.

قال في "درجات مرقاة الصعود" (٢): ونقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوه - صلى الله عليه وسلم - نومًا، فرأوه بعده يقظة، فسألوه عن أمور تخوفوا منها، فأرشدهم للمخرج منها، فهذا نوع من كرامات الأولياء، قال خط: وأكثر من يقع له ذلك


(١) بسط الحافظ الكلام على معنى الحديث وأقاويل العلماء فيه، ثم قال (١٢/ ٣٨٥): والحاصل فيه ستة معانٍ أحدها: أنه على التشبيه، والثاني: سيرى تعبيرها وتأويلها في اليقظة، والثالث: خاص بأهل عصره، رابعها: أنه يراه في المرآة التي كان يراه وهذا من أبعد المحامل، الخامس: أنه يراه في القيامة بمزيد خصيصة، السادس: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويخاطبه ... إلخ.
وأجمل الكلام عليه النووي (٨/ ٣٠)، والدمنتي (ص ٣٣٥) ... إلخ، وما قيل في معناه: سيراني في الدنيا مبني على رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا بعد الوفاة، والوقائع في ذلك شهيرة، ذكر بعضها الشعراني في "الميزان"، وبحث فيه ابن حجر المكي في "الفتاوى الحديثية" (ص ٣٨٢)، وللسيوطي فيه رسالة "تنوير الحلك في رؤية النبي والملك"، وأثبت أيضًا في "فيض الباري" (٤/ ٤٩١) رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة، وقد وردت في كلام المشايخ الأعمال المعينة على رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في المنام كما في هامش "المسلسلات" ورسالتي في "فضائل الصلاة والسلام". (ش).
(٢) (ص ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>