للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَوْ "لَكَأَنَّمَا رَآنِي في الْيَقَظَةِ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَيْطَانُ بِي". [خ ٦٩٩٣، م ٢٢٦٦، حم ٥/ ٣٠٦]

٥٠٢٤ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَا: نَا حمَّادٌ،

===

إنما يقع له قرب موته أو عند الاحتضار، ويكرم الله تعالى من يشاء قبله، وقد نص على وقوع ذلك كرامة للأولياء خلق من الأمة، كحجة الإِسلام الغزالي، وابن العربي، وعز الدين.

(أو) للشك من الراوي (لكأنما رآني في اليقظة) (١) أي رؤياه إياي حق كالرؤية في اليقظة، (ولا يتمثل الشيطان بي) أي لا يظهر بحيث يظن الرائي أنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل: هذا (٢) مختص بصورته المعهودة، فيعرض على الشمائل الشريفة المعلومة، فإن طابقت الصورة المرئية تلك الشمائل فهي رؤيا حق، وإلا فالله تعالى أعلم بذلك، وقيل: بل في أيّ صورة كانت، وقد رجحه كثير بأن الاختلاف إنما يجيء من أحوال الرائي، والله أعلم، كذا في "فتح الودود".

٥٠٢٤ - (حدثنا مسدد وسليمان بن داود قالا: نا حماد،


(١) وأثبت أيضًا صاحب "فيض الباري" (٤/ ٤٩١) رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة. (ش).
(٢) وقد اختلف في ذلك مشايخنا الدهلوية على ثلاثة أقوال: الأول: قول الشاه رفيع الدين - قدس سره -: إن من رآه - صلى الله عليه وسلم - على هيئته المعروفة بلا تغير أصلًا، فهو مصداق الحديث، حتى لو أن في لحيته - صلى الله عليه وسلم - كانت عشرون شعرة بيضاء وهو رأى إحدى وعشرين فلم يره - صلى الله عليه وسلم -، ووجه ذلك أن الصحابة الذين حكموا رؤياهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت الصحابة يسئلونهم عن صفة رؤياهم، فإذا طابقت صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي رأوها صدقوا الرؤيا وإلا كذبوا، والثاني: قول شيخ المشايخ الشاه عبد العزيز- نوَّر الله مرقده-: إن رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في أي هيئة كانت تكون رؤيته - صلى الله عليه وسلم - في الواقع، إذا شهد قلب الرائي في الرؤيا أنه - صلى الله عليه وسلم -، والثالث: قول الشاه محمد إسحاق- نوَّر الله مرقده-: إن رؤيته - صلى الله عليه وسلم - إذا كانت في هيئة أتقياء زمانه فهو رؤيا حق، وإلَّا فلم يره - صلى الله عليه وسلم -، انتهى. "أرواح ثلاثة" (ص ٤٤)، وأجاد في "فيض الباري" (٤/ ٤٩١) في رؤيا من رآه - صلى الله عليه وسلم - يأمره بشرب الخمر إن ذلك تعريض ... إلخ.
قلت: هذا وجيه، فكأنه كمن يقول للآخر في الغضب، كُلِ الغائطَ. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>