للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَقَالَ لي: إذَا وَجَدْتَ في نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ: {هُوَ الأوَلُ والأَخِرُ وَاَلظاهِرُ وَالباطنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيم}.

٥١١١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا زُهَيْرٌ، نَا سُهَيْلٌ، عن أَبيهِ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابهِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، نَجِدُ في أَنْفُسِنَا الشَّيْءَ، نُعْظِمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ أو الْكَلَامَ بِهِ، مَا نُحِبُّ أَنَّ لَنَا وَأَنَّا تَكَلَّمْنَا بِهِ

===

ولا ضير فيه، فإن الوسوسة من لوازم البشرية فليس فيها كثير ضرر للنبي ولا لغيره، وأما الشك فلا يكون لمؤمن، وهذا التوجيه مبني على أن يكون الخطاب في الآية له - صلى الله عليه وسلم - لا لغيره، وقد قيل في الآية غير هذا من التوجيهات التي لا تكون الآية على هذه التوجيهات مما نحن فيه، ولم يدر ما كان الشك، ولعله فهم منه ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن الناس يتساءلون فيقولون: خلق الله الخلق، من خلق الله؟ " وهو الظاهر من ذكره الآية في العلاج، فإنه تعالى لما كان هو الظاهر، والباطن، والأول، والآخر لم يكن قبله شيء، ولا بعده شيء، فلا يكون له خالق، انتهى.

(قال) أبو زميل: (فقال لي) ابن عباس: (إذا وجدت في نفسك شيئًا فقل: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}) (١).

٥١١١ - حدثنا أحمد بن يونس، نا زهير) بن معاوية، (نا سهيل، عن أبيه) أبي صالح، (عن أبو هريرة قال: جاءه أناس من أصحابه) فيه ذكر الضمير قبل المرجع، ولفظ مسلم (٢) أوضح وأصح: عن أبي هريرة قال: "جاء ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -" (فقالوا: يا رسول الله! نجد في أنفسنا الشيء) أي بعض الوسوسة، (نُعظِم أن نتكلم به، أو) للشك من الراوي قال: (الكلام به، ما نحب أنّ لنا وأَنّا تكلمنا به) أي وأن لنا الدنيا وأنا تكلمنا به، ولفظ مسلم: "فسألوه، أنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أَوَقَد" الحديث.


(١) سورة الحديد: الآية ٣.
(٢) "صحيح مسلم" (١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>