للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "أَوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ (١) صَرِيحُ الإيمَانِ. [م ١٣٢]

٥١١٢ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ قُدَامَةَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَا: ثَنَا جَرِيرٌ، عن مَنْصُورٍ، عن زِرٍّ (٢)، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ في نَفْسِهِ - يُعَرَّضُ بِالشَّيءِ- لأَنْ يَكُونَ

===

(قال) - صلى الله عليه وسلم -: (أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان).

قال الخطابي (٣): معناه أن صريح الإيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم، والتصديق به، حتي يصير ذلك وسوسة لا يتمكن من قلوبكم، ولا تطمئن إليه أنفسكم، وليس معناه أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، وذلك لأنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله، وكيف يكون إيمانًا صريحًا، وقد روي في حديث آخر أنهم لما شكوا إليه ذلك قال: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".

وقال النووي (٤): معناه استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به فضلًا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالًا محققًا، وانتفت عنه الريبة والشكوك.

٥١١٢ - (حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن قدامة بن أعين قالا: ثنا جرير، عن منصور، عن زر، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس قال: جاء رجل) لم أقف على تسميته (إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إن أحدنا يجد في نفسه، يُعَرَّضُ) بصيغة المبني للمفعول أي من الوسوسة الشيطانية (بالشيء، لأن يكون)


(١) في نسخة: "ذلك".
(٢) في نسخة: "ذر".
(٣) معالم السنن (٤/ ١٤٧).
(٤) "شرح صحيح مسلم" للنووي (١/ ٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>