لم يسم، ويحتمل أن يكون أبا مراوح مولى أبي ذر اسمه سعد (مثله، قال) المعرور: (فقال القوم: يا أبا ذر، لو كنت أخذت الذي على كلامك فجعلته مع هذا، فكانت حُلَّةً، وكسوت كلامك ثوبًا غيره).
قال الحافظ: في رواية الإسماعيلي من طريق معاذ عن شعبة: "أتيت أبا ذر فإذا حلة، عليه منها ثوب وعلى عبسه منها ثوب"، وهذا يوافق ما في اللغة أن الحلة ثوبان من جنس واحد، ويؤيده ما في رواية الأعمش عن المعرور عند المؤلف في "الأدب" بلفظ: "رأيت عليه بردًا وعلى غلامه بردًا، فقلت: لو أخذت هذا فلبسته لكانت حلة".
وفي رواية مسلم:"فقلت (١): يا أبا ذر لو جمعت بينهما لكانت حلة"، ولأبي داود:"فقال القوم: يا أبا ذر لو أخذت الذي على غلامك وجعلته مع الذي عليك لكانت حلة"، فهذا موافق لقول أهل اللغة، لأنه ذكر أن الثوبين يصيران بالجمع بينهما حلة، ولو كان كما في الأصل على كل واحد منهما حلة لكان إذًا جمحهما يصير عليه حلتان، ويمكن الجمع بين الروايتين بأنه كان عليه برد جيد تحته ثوب خلق من جنسه وعلى غلامه كذلك، وكأنه قيل له: لو أخذت البرد الجيد فأضفته إلى البرد الجيد الذي عليك وأعطيت الغلام البرد الخلق يدله لكانت حلة جيدة، فتلتئم بذلك الووايتان، ويحتمل قوله في حديث الأعمش:"لكانت حلة" أي كاملة الجودة، فالتنكير فيه للتعظيم، والله أعلم.
(قال: فقال أبو ذر: إني كنت ساببت رجلًا) شاتمت رجلًا، قيل: إن الرجل المذكور هو بلال المؤذن مولى أبي بكر (وكانت أمه أعجمية فعيَّرَته)
(١) كذا في الأصل، وفي "صحيح مسلم" (١٦٦١) و"فتح الباري" (١/ ٨٦): "فقلنا".