للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِأُمِّهُ، فَشَكَانِي إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيةٌ"، قَالَ: "إنَّهُمْ إخْوَانُكُمْ فَضَّلَكُمْ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُلَائِمْكُمْ فَبِيعُوهُ، وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ". [خ ٦٠٥٠، م ١٦٦١، ت ١٩٤٥، جه ٣٦٩٠، حم ٥/ ١٥٨]

٥١٥٨ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، نَا الأَعْمَشُ، عن الْمَعْرُورِ قَالَ: دَخَلْنَا (١) عَلَى أَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ فَإذَا عَلَيْهِ بُرْدٌ وَعَلَى

===

أي نسبته إلى العار (بأمه) وكانت أمه أعجمية، وفي رواية: "فقلت له: يا ابن السوداء"، قال الحافظ: ويظهر لي أن ذلك كان من أبي ذر قبل أن يعرف تحريمه، فكانت تلك الخصلة من خصال الجاهلية باقية عنده، فلهذا قال: "قلتُ (٢): إلى ساعتي (٣) هذه من كبر السن؟ قال: نعم" كأنه تعجب على خفاء ذلك عليه مع كبر سنه، فبين له كون هذه الخصلة مذمومة شرعًا، وكان بعد ذلك يساوي غلامه في الملبوس وغيره أخذًا بالأحوط، وإن كان لفظ الحديث يقتضي اشتراط المواساة لا المساواة.

(فشكاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا أبا ذر، إنك امرؤ فيك جاهلية) أي خصلة من خصال الجاهلية، وهي التعيير بالأم (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إنهم) أي عبيدكم (إخوانكم) في الإِسلام، وفي كونكم بني آدم (فضَّلكم الله عليهم) بالحرية والمالكية (فمن لم يُلائمكم) أي لم يوافقكم من مماليككم (فبيعوه، ولا تعذبوا خلق الله) فبعد ذلك كان أبو ذر يساوي بينه وبين غلامه.

٥١٥٨ - (حدثنا مسدد، نا عيسى بن يونس، نا الأعمش، عن المعرور) بن سويد (قال: دخلنا على أبي ذر بالربذة، فإذا عليه برد، وعلى


(١) في نسخة: "دخلت".
(٢) قائله: أبو ذر الغفاري.
(٣) وفي "صحيح البخاري" (٦٠٥٠): "على حين ساعتي"، وفي "الفتح": "على ساعتي".

<<  <  ج: ص:  >  >>