للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ} (١). قَرَأَ الْقَعْنَبِيُّ إلَى: {عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "إنَّ اللَّه حَلِيمٌ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّ السَّتْرَ، وَكَانَ النَّاسُ لَيْسَ لِبُيُوتِهِمْ سُتُورٌ وَلَا حِجَالٌ (٢)، فَرَبُمَّا دَخَلَ الْخَادِمُ أَوْ الْوَلَدُ أَوْ يَتيمَةُ الرَّجُلِ، وَالرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ، فَأَمَرَهُمُ الله بالاسْتِئْذَانِ في تِلْكَ الْعَوْرَاتِ، فَجَاءَهُمْ اللَّه بِالسُّتُورِ وَالْخَيْرِ، فَلَمْ أَرَ أًحَدًا يَعْمَلُ بِذَلِكَ بَعْدُ (٣). [ق ٧/ ٩٧]

===

{لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ} أي الطوافين مما ملكت أيمانكم، وغير البالغين ({جُنَاحٌ}) في الدخول عليكم ({بَعْدَهُنَّ})، أي الأوقات الثلاث ({طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ} قرأ القعنبي إلى ({عَلِيمٌ حَكِيمٌ}) وتمام الآية {بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (٤).

(قال ابن عباس: إن الله حليم رحيم بالمومنين يحب الستر، وكان الناس ليس لبيوتهم ستور، ولا حجال) جمع حجلة بفتحتين، وهي بيت كالقبة يستر بالثياب يجعلونها للعروس، وفي زماننا يقال لها بالهندية: "مسهري".

(فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل، والرجل على أهله) أي يجامعها (فأمرهم الله بالاستئذان (٥) في تلك العورات، فجاءهم الله) بعد ذلك (بالستور والخير، فلم أرَ أحدًا يعمل بذلك بعد) لأنه لم يبق حاجة إلى الاستئذان، لأنه لا يدخل على الرجل أحد في هذه الحالة.


(١) زاد في نسخة: "عليكم".
(٢) في نسخة: "حجاب"، وفي نسخة: "حجار".
(٣) زاد في نسخة: "قال أبو داود: وحديث عبيد الله وعطاء يفسد"، وفي نسخة: "يفسر" هذا الحديث.
(٤) سورة النور: الآيتان ٥٨، ٥٩.
(٥) وقد صرَّح في "الدر المختار" بوجوب الاستئذان (٩/ ٥٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>