للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٢٤٥ - حَدثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، أَنَا اللَّيْثُ، عن محمُّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عن زَيْدِ بْن أَسْلَمَ، عن أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عن رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنّهُ قَال: "نَزَعَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ غصْنَ شَوْكٍ عن الطَّرِيقِ، إمَّا كَانَ في شَجَرَةٍ فَقَطَعَهُ فَأَلْقَاهُ (١)، وَإمَّا كَانَ مَوْضُوعًا فَأَمَاطَهُ،

===

هذا الكلام يحتمل معنيين:

أحدهما: أن يكون لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - منصوبًا على المفعولية لِذَكَرَ، وضمير الفاعل في ذَكَرَ راجع إلى الراوي، أي ذكر الراويُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في وسطه أي في وسط الحديث، لا في أوله، وليس لهذا المعنى سند ودليل يدل عليه.

والثاني: ما نقل عن شيخ مشايخنا مولانا الشاه محمد إسحاق الدهلوي المهاجر المكي- نوَّر الله مرقده - أن لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فاعل لِذَكَرَ، ومفعول ذَكَرَ محذوف، وضمير وسطه راجع إلى الحديث، معناه: ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث في وسط كلامه، يعني كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكلم بالكلام قبل، فتكلم بهذا الحديث في أثناء كلامه، ويدل عليه رواية الإِمام أحمد في "مسنده" (٢) ولفظه: قال: قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدَّقون؟ إن لكل تسبيحة صدقة"، الحديث.

٥٢٤٥ - (حدثنا عيسى بن حماد، أنا الليث، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: نزع رجل) أي أزال ونحى (لم يعمل خيرًا قط) يعني سوى الإيمان، لأنه لا يطلق عليه العمل (غصنَ شوكٍ) مفعول لنزع (عن الطريق) أي عن ممر الناس (إما كان في شجرة فقطعه فألقاه، وإما كان موضوعًا فأماطه،


(١) في نسخة: "وألقاه".
(٢) راجع: "مسند أحمد" (٥/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>