للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

دائرة النبوة عليه، ولم يبق بعده إلا المبشرات، والحمد لله رب العالمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فلم يبق من آثار النبي المروية عنه - صلى الله عليه وسلم - إلا آثاره وأحاديثه، فهي أنفاسه وهديه وهداه، وهي خلقه ودينه ودين الله.

أَصَحُّ وَأَقْوَى مَا سَمِعْنَاه في الْوَرَى ... حَدِيثًا صَحِيحًا منذ عَهْدٍ قَدِيمِ

أَحَادِيثُ تَرْوِيهَا السُّيُولُ عَنِ النَّدَى ... عَنِ الْبَحْرِ عَنْ خُلُقِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ

بِهَا نُوْرُ الْعيُونِ وَفِيهَا شَرْحُ الصُّدُورِ

كما قيل:

الْقَلْبُ عَنْ جابرٍ، وَالْكَفُّ عَنْ صِلَةٍ ... وَالْعَيْنُ عَنْ قرَّةَ وَالسَّمْعُ عَنْ حَسَنٍ

وإن كتاب "السنن" للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجزي - رحمه الله تعالى- ثالث الكتب الستة، ولا يخفى رتبته ودرجته في الحديث في القديم والحديث، لم يطبع إلى الآن تعليق عليه وافٍ، وبحله وحقه كافٍ، وقد وجَّه الله تعالى المولى العلامة العارف الفقيه المحدث شيخنا وشيخ الفقه والحديث، مسند الوقت، مولانا خليل أحمد السهارنفوري خليفة شيخنا وشيخ مشايخنا مولانا رشيد أحمد الكَنكَوهي - رحمه الله تعالى- لخدمته، فوفّى كلَّ حق لها.

شَفَى وَكَفَى مَا في الصُّدُورِ فَلَمْ يَدَعْ ... لِذِي إرْبَةٍ في الْقَوْلِ جِدًّا وَلَا هَزَلًا

فشرح المتنَ وأقوال المصنف، وقد كانت مستورة فجلّاها، وصعبة فسهَّلها، وألانها كما أُلين لأبي داود الحديث، وضبط التراجم، وميَّز بين المفترق والمتفق، وبين المؤتلف والمختلف، واستخرج الفقه، ووجه لأصحابنا الحنفية، فجاء تعليقًا يشرح الصدور، وُينَوِّر القلوب، ويكون وديعة له عند الله تعالى، ومنَّة في رقاب الناس، وضيعة إلى العلماء- جزاه الله تعالى عنا وعن سائر المسلمين-، والحمد لله رب العالمين.

وأنا الأحقر الأفقر

محمد أنور الكشميري

المدرس بدار العلوم الديوبندية

<<  <  ج: ص:  >  >>