وإن كتاب "السنن" للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجزي - رحمه الله تعالى- ثالث الكتب الستة، ولا يخفى رتبته ودرجته في الحديث في القديم والحديث، لم يطبع إلى الآن تعليق عليه وافٍ، وبحله وحقه كافٍ، وقد وجَّه الله تعالى المولى العلامة العارف الفقيه المحدث شيخنا وشيخ الفقه والحديث، مسند الوقت، مولانا خليل أحمد السهارنفوري خليفة شيخنا وشيخ مشايخنا مولانا رشيد أحمد الكَنكَوهي - رحمه الله تعالى- لخدمته، فوفّى كلَّ حق لها.
شَفَى وَكَفَى مَا في الصُّدُورِ فَلَمْ يَدَعْ ... لِذِي إرْبَةٍ في الْقَوْلِ جِدًّا وَلَا هَزَلًا
فشرح المتنَ وأقوال المصنف، وقد كانت مستورة فجلّاها، وصعبة فسهَّلها، وألانها كما أُلين لأبي داود الحديث، وضبط التراجم، وميَّز بين المفترق والمتفق، وبين المؤتلف والمختلف، واستخرج الفقه، ووجه لأصحابنا الحنفية، فجاء تعليقًا يشرح الصدور، وُينَوِّر القلوب، ويكون وديعة له عند الله تعالى، ومنَّة في رقاب الناس، وضيعة إلى العلماء- جزاه الله تعالى عنا وعن سائر المسلمين-، والحمد لله رب العالمين.