صورة ما قرَّظه على هذا الكتاب الإِمام العلَّام، ملاذ العلوم والمعارف، جسر الإِمام والعوارف، مولانا المفضال الأجل القاري الشيخ محمَّد بن أحمد الجمدي المالكي المهاجر في المدينة المنورة - أدامه الله تعالى بمنِّه وأفضاله-.
سيدنا إمام الأئمة، وهادي هداة الأمة، كشاف الحقائق، وكنز الدقائق، شيخ الإِسلام، ومفتي الأنام والمشرف بجوار النبي عليه الصلاة والسلام، ذو النور السرمد والمقام الأوحد والشرق الأصعد، مولانا وأستاذنا الشيخ خليل أحمد- أمد الله في عمره في عافية ونعمة وافية كافية-، آمين. مولاي.
قد طالعتُ شرحكم العظيم وكتابكم الكريم الذي وسمتموه بـ "بذل المجهود في حل أبي داود"، فألفيته يتيمة الدهر، وباكورة العصر، وقرة عين المحدثين، وقرارة صفوة المدرسين، ولقد حققتم ما جاء في الحديث الصحيح:"يحمل هذا العلم من كل خَلَف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين".
فأصبح كتاب أبي داود - رحمه الله - بشرحكم هذا واضح المسالك، قريب المدارك، سهل المآخذ بين المقاصد إلى ما أودعتموه من حقائق الرواية ودقائق نفائس علم الدراية، حتى غدا كل صاحب مذهب محتاجًا إليه، ومعولًا في الاستدلال عليه، وإن شرحًا هذه صفته يقال فيه: إنه أنجد وأغار وطوى الفيافي والبحار، وبلغ ما بلغه الليل والنهار، ولا شك أنه من فتح الباري، وهداية القاري، وسر الشريعة الساري، ونهر العلوم الجاري، فجزاك الله عن الإِسلام والمسلمين خيرًا، آمين. آمين، والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.