للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ابن أبي الأخضر: قال: وضعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غسلًا، فاغتسل من جميع نسائه في ليلة.

وغرض المصنف من إيراد هذه التعاليق ترجيح رواية أنس في كونه في غسل واحد على رواية أبي رافع التي تأتي في الباب الآتي، فإن الحديثين في ظن أبي داود متعارضان، فقال عقب الحديث الثاني: وحديث أنس أصح من هذا.

قال الشوكاني (١): وقال النسائي: ليس بين حديث أبي رافع وبين حديث أنس اختلاف، بل كان يفعل هذا مرة وذاك أخرى، وقال النووي (٢): هو محمول على أنه فعل الأمرين في وقتين مختلفين، انتهى.

ومما يجب التنبيه عليه أن قوله: "كلهم عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" لفظة "عن" الواقعة بين أنس والنبي - صلى الله عليه وسلم - الظاهر أنه غلط من الناسخ، بل يجب أن يكون لفظة "أن" في موضع "عن"، ويدل عليه أن رواية هشام بن زيد عن أنس أخرجها مسلم بلفظ "أن"، وكذلك رواية معمر عن قتادة، عن أنس وفيها: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم -"، أخرجها ابن ماجه، فلفظة "عن" تدل على أن أنسًا يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله، ولفظة "أن" تدل على أن أنسًا لا يروي هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل هو أدركه أنه فعل - صلى الله عليه وسلم -، كما يدل عليه رواية صالح بن أبي الأخضر، فأنه قال فيها: "وضعت للنبي - صلى الله عليه وسلم - غسلًا" الحديث، فليس فيه "عن" ولا "أن".


(١) "نيل الأوطار" (١/ ٢٩٨).
(٢) انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي (٣/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>