للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كُنْتُ أَتَعَرَّقُ الْعَظْمَ وَأَنَا حَائِضٌ, فَأُعْطِيهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-, فَيَضَعُ فَمَهُ فِى الْمَوْضِعِ الَّذِى فِيهِ وَضَعْتُهُ, وَأَشْرَبُ الشَّرَابَ فَأُنَاوِلُهُ فَيَضَعُ فَمَهُ فِى الْمَوْضِعِ الَّذِى كُنْتُ أَشْرَبُ مِنْهُ" (١). [م ٣٠٠، ن ٢٧٩، جه ٦٤٣، حم ٢/ ٦٢]

===

وسكون ثانيه وفتح المهملة، ابن كدام بكسر أوله وتخفيف ثانيه، (عن المقدام بن شريح، عن أبيه) شريح بن هانئ، (عن عائشة قالت: كنت أتعرق العظم) أي آكل ما عليه من اللحم، قال في "القاموس": عَرَقَ العَظْمَ عَرْقًا وَمَعْرَقًا، كَمَقْعَدِ: أكل ما عليه من اللحم، كَتَعَرَّقَهُ، والعَرْقُ، وكغُرابٍ: العَظْمُ أُكِلَ لَحْمُه، أو العَرْقُ: العَظْمُ بِلَحْمِهِ، فإذا أُكِلَ لَحْمُه فَعُرَاقٌ, أو كلاهما لكليهما.

(وأنا حائض) أي في حالة الحيض (فأعطيه النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي العظم (فيضع) - صلى الله عليه وسلم - (فمه (٢) في الموضع الذي فيه) أي الموضع (وضعته) أي فمي (وأشرب الشراب فأناوله) أي الإناء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فيضع فمه) في الإناء (في الموضع الذي كنت أشرب منه)، وهذا يدل على جواز مؤاكلة الحائض ومجالستها، وعلى أن أعضاءها من اليد والفم وغيرهما ليست بنجس, وأما ما نسب إلى أبي يوسف من أن بدنها نجس فغير صحيح.


(١) قال المزي في "تحفة الأشراف" (١١/ ٢٢٦) رقم (١٦١٤٥) بعد ذكر هذا الحديث وسنده: "حديث أبي داود في رواية أبي الحسن بن العبد، ولم يذكره أبو القاسم".
وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف": رأيته في نسخة الخطيب التي بخطه من رواية اللؤلؤي، لكن ذكروا أن الخطيب نسخ نسخته من طريق أبي الحسن بن العبد ثم قابلها على رواية اللؤلؤي، فصار الأمر محتملًا.
(٢) فيه إثبات الميل، وورد: "لخلوف فم الصائم" وغير ذلك ترد على أبي علي إذ قال: لا تثبت الميم إلَّا في الشعر. "ابن رسلان". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>