حفاظ الأئمة متفق عليه ويعتمد عليه في تعديل شيوخ الشام. مات في رمضان سنة خمس وأربعين ومائتين بالرملة. و (الأوزاعي) هو عبد الرحمن بن عمرو
(قوله عبد الرحمن ابن سابط) ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط بن أبى حميضة بن عمرو بن أهيب الجمحى القرشي تابعى أرسل عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. روى عن عباس بن عبد المطلب ومعاذ بن جبل وابن عباس وعائشة وعمرو بن ميمون وغيرهم. وعنه موسى بن مسلم وعلقمة بن مرثد وابن جريج والليث بن سعد وكثيرون، قال أبو زرعة وابن معين ثقة وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وذكره البخارى وأبو حاتم وابن حبان في الثقات. مات سنه ثماني عشرة ومائة. روى له مسلم وأبو داود والترمذى وابن ماجه
(قوله عمرو بن ميمون) أبي عبد الله الكوفي. روى عن عمر بن الخطاب وسعد بن أبى وقاص وابن مسعود ومعاذ بن جبل وابن عباس وكثيرين من الصحابة والتابعين. وعنه أبو إسحاق السبيعى وعبد الملك بن عمير والشعبي وسعيد بن جبير وآخرون. وثقه النسائى وابن معين وابن حبان وقال العجلى تابعى ثقة وقال أبو إسحاق كان أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يرتضون به. و (الأودى) نسبة إلى أود بن سعد العشيرة
(معنى الحديث)
(قوله قدم علينا معاذ بن جبل اليمن) وكان ذلك حين بعثه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أميرا عليها وكتب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلى أهل اليمن وقتئذ إنى بعثت إليكم خير أهلى ولما ودعه قال له حفظك الله من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك ودرأ عنك شرور الإنس والجن وكان معه أبو موسى الأشعرى فقد روى النسائى وابن ماجه والترمذى عن أبى موسى الأشعرى قال بعثني رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ومعاذا إلى اليمن فقال ادعوا الناس وبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا فقدمنا اليمن فكان لكل واحد منا قبة ينزلها على حدة وكانا يتزاوران فأتى معاذ أبا موسى فإذا هو جالس في فناء قبته وإذا يهودى قائم عنده يريد قتله فقال يا أبا موسى ما هذا قال كان يهوديا فأسلم ثم رجع إلى يهوديته فقال ما أنا بجالس حتى تقتله فقتله ثم جلسا يتحدّثان فقال معاذ يا أبا موسى كيف تقرأ القرآن قال أتفوّقه تفوّقا على فراشى وفي صلاتى وعلى راحلتي ثم قال أبو موسى لمعاذ كيف تقرؤه أنت فقال سأنبئك بذلك أما أنا فأنام ثم أقوم فأقرأ وأحتسب ما أحتسب في قومتى اهـ وقوله أتفوّقه تفوّقا أى أقرؤه شيئا بعد شيء ووقتا بعد وقت
(قوله أجش الصوت) بفتح الهمزة أى غليظة
(قوله فألقىت عليه محبتي) أى جعل الله تعالى في قلبي ميلا إلى معاذ ورغبة فيه. والمحبة مصدر بمعنى الحبّ مضاف إلى الياء من إضافة المصدر إلى فاعله والمفعول محذوف أى محبتي إياه