تعالى عليه وعلى آله وسلم ما كان يحبه فقد كان يحب النزول على بني النجار لنسبه فيهم. وقد صحّ عنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه قال خير دور الأنصار دار بنى النجار فهم أوسط دور الأنصار وأخوال عبد المطلب. واستمرّ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في منزل أبى أيوب حتى بنى فسجده ومساكنه. قيل كانت إقامته عنده شهرا
(قوله يصلى حيث أدركته الصلاة) أى في المكان الذى أدركه فيه وقت الصلاة، وفي رواية البخارى وكان يحب أن يصلى حيث أدركته الصلاة
(قوله وإنه أمر ببناء المسجد) أى أمره الله تعالى ببناء مسجد المدينة. وإن بكسر الهمزة لأنه كلام مستقل. وأمر بالبناء للمجهول. ويحتمل أن يكون مبنيا للمعلوم والضمير في إنه للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. والمسجد بكسر الجيم وفتحها الموضع الذى يسجد فيه. وفي الصحاح المسجد بفتح الجيم موضع السجود وبكسرها البيت الذى يصلى فيه
(قوله فأرسل إلى بني النجار الخ) وفى رواية الشيخين فأرسل إلى ملأ بنى النجار فقال يا بني النجار فهو عطف على محذوف أى فجاءوا فقال يا بنى النجار وقد صرح به في رواية مسلم. وقوله ثامنوني بحائطكم هذا أى قدّروا ثمنه وبيعونيه بالثمن يقال ثامنت الرجل في البيع أثامنه إذا قاولته في ثمنه وساومته على بيعه واشترائه اهـ نهاية. والحائط البستان فيه النخيل إذا كان عليه جدار
(قوله لا نطلب ثمنه لا إلى الله) أى لا نطلب ثمنه إلا من الله عزّ وجلّ فإلى بمعنى من كما عند الإسماعيلى ويجوز أن تكون لانتهاء الغاية ويكون التقدير ننهى طلب الثمن إلى الله تعالى والمعنى لا نطلب منك الثمن بل نتبرّع به ونطلب الأجر من الله تعالى. وهذا هو المشهور في الصحيحين (وظاهر الحديث) أنهم لم يأخذوا ثمنه منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لكن روى عن الزهرى أن المربد الذى بني فيه المسجد كان لسهل وسهيل ابنى عمرو وأنهما كان في حجر أبى أمامة أسعد بن زرارة وأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال حين بركت ناقته هذا المنزل إن شاء الله تعالى ثم دعا اليتيمين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك يا رسول الله فأبى أن يقبله هبة حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجدا (وروى) الواقدى أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم اشتراه من بنى عفراء بعشرة دنانير ذهبا دفعها أبو بكر (وروى) أن أسعد بن زرارة عوّض الغلامين نخلا له في بني بياضة (وروى) أيضا أن أبا أيوب قال هو ليتيمين وأنا أرضهيما فأرضاهما (وروى) مثله أيضا عن معاذ بن عفراء (وطريق) الجمع بين رواية الباب ورواية الزهرى أنهم لما قالوا لا نطلب ثمنه إلا إلى الله تعالى سأل صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عمن يختص بملكه منهم فعينوا له الغلامين فابتاعه منهما (ويجمع) بين رواية الواقدى وما بعدها بأن أبا بكر رغب في الخير كما رغب فيه أسعد وأبو أيوب ومعاذ بن عفراء فدفع أبو بكر العشرة ودفع كل من أولئك ما دفع فاشتركوا في الثمن
(قوله وكان فيه الخ) أى كان في الحائط الذى بنى في مكانه المسجد خرب