فجوزوا بالاختلاف معنى اهـ (وقال) القرطبى معناه تفترقون فيأخذ كل واحد وجها غير الذى يأخذه صاحبه لأن تقدّم الشخص على غيره مظنة الكبر المفسد للقلب الداعي للقطيعة
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه أحمد ومسلم والنسائى والترمذى وأخرجه ابن ماجه عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يسوى الصفّ حتى يجعله مثل الرمح أو القدح قال فرأى صدر رجل ناتئا فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سوّوا صفوفكم. أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم وأخرجه البيهقي بنحوه
(ش)(رجل الحديث)(أبو عاصم) هو أحمد (بن جواس) بفتح الجيم وتشديد الواو (الحنفى) الكوفي. روى عن ابن المبارك وعبد الله بن إدريس وأبى معاوية وأبي بكر بن عياش. وعنه مسلم وأبو داود وأبو زرعة وبقيّ بن مخلد وقال لم يحدّث إلا عن ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب ثقة من العاشرة. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين و (طلحة) هو ابن مصرّف بن عمرو (اليامى) نسبة إلى يام قبيلة من اليمن
(معنى الحديث)
(قوله يتخلل الصف الخ) أى يدخل بين الصفوف ويسويها مبتدئا من جانب ومنتهيا إلى الجانب الآخر فأل في الصفّ للجنس ويؤيده رواية النسائى عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتخلل الصفوف من ناحية إلى ناحية ويمسح صدورنا ومناكبنا أى يمرّ يده صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على صدورنا ومناكبنا لتمام تسوية الصفوف حتى لا يتقدّم أحد ولا يتأخر. والجملة عطف على جملة يتخلل بحذف العاطف أو حال من فاعل يتخلل
(قوله لا تختلفوا فتختلف قلوبكم) أى لا تختلفوا بأبدانكم بالتقدّم والتاخر فيتسبب عنه اختلاف قلوبكم فتنشأ بينكم العداوة والبغضاء "ولا يقال" إن ظاهر الحديث أن القلب تابع للأعضاء فإذا اختلفت الأعضاء اختلف القلب فيكون منافيا لحديث ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب فإنه صريح في أن الأعضاء تابعة للقلب