للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابه فيما يقوله في هذه السكتة فقال الأكثرون يقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وقال بعضهم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (وبالفصل) بين كل تكبيرتين قالت الحنابلة وقالوا يقول الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا وصلى الله على محمَّد النبي وآله وسلم تسليمًا كثيرًا

(ولا حجة لهم) على ذلك كله ولو كان لنقل إلينا كما نقل التكبير "وما رواه" البيهقي أن الوليد بن عقبة خرج على عبد الله وحذيفة والأشعرى وقال إن هذا العيد غدا فكيف التكبير فقال عبد الله بن مسعود تكبر وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وتدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك "فليس صريحًا" في تكبير الصلاة بل يحتمله وغيره من التكبير

(واختلف) أيضًا هل يرفع يديه مع كل تكبيرة فقال أبو حنيفة ومحمد والشافعية والحنابلة وعطاء والأوزاعي وابن المنذر وداود يرفع يديه مع كل تكبيرة كما رواه البيهقي عن عمر أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة ولحديث وائل بن حجر عند المصنف وغيره أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يرفع يديه مع كل تكبير

(قال) أحمد فأرى أن يدخل فيه هذا كله اهـ

(وقال) أبو يوسف وابن أبي ليلى والثوري لا يرفع يديه إلا في الإحرام وهي رواية عن مالك. وروي عنه مطرّف وابن كنانة استحباب الرفع في كل تكبيرة. وروى عنه التخيير في ذلك

(قال في الهدى) كان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة ولم يحفظ عنه ذكر معين بين التكبيرات ولكن ذكر عن ابن مسعود أنه كان يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وكان ابن عمر مع تحرّيه للاتباع يرفع يديه مع كل تكبيرة اهـ

(واختلف) في حكم التكبير في صلاة العيد فذهب الناصر والهادوية إلى أنه فرض. واستدلوا على ذلك في عيد الفطر بقوله تعالى (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) وعلى وجوبه في الأضحى بقوله تعالى (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)

(وذهب) الجمهور إلى أنه سنة (وأجابوا) عن الآيتين بأنهما ليستا نصًا في تكبيرات صلاة العيد فلا يصح الاستدلال بهما على الوجوب

(وقالت الحنفية) واجب يأثم المصلي بتركه عمدًا

(قال في النيل) والظاهر عدم وجوب التكبير كما ذهب إليه الجهمور لعدم ما يدل على الوجوب وقال ابن قدامة لا أعلم في سنية التكبير في صلاة العيد خلافًا اهـ

(واختلف) أيضًا فما إذا ترك التكبير أو بعضه نسيانًا

(فقالت الحنفية) لو تركه حتى فرغ من القراءة فإن تذكره في الركوع أتى به فيه وإلا بأن تذكره بعد الرفع من الركوع سجد للسهو لتركه الواجب

(وقالت الشافعية) والحنابلة إذا تركه حتى فرغ من القراءة لا يعود إليه ولاسجود عليه

(وقالت المالكية) إن نسيه حتى فرغ من القراءة عاد إليه واستأنف القراءة وسجد بعد السلام هذا ما لم يركع فإن تذكره بعد الركوع تمادى في الصلاة وسجد الإِمام والفذ قبل السلام

(فائدة) ذهب جماهير

<<  <  ج: ص:  >  >>