قال هكذا قال: وإنما هو ابن أبي نهيك, ثم قواه بحديث فهذا قال: ثنا فهد ثنا يسره بن صفوان بن جميل اللخمي ثنا عبد الجابر بن ورد عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي نهيك هكذا قال لنا فهد: وإنما هو عبيد الله قال دخلنا على أبي لبابة (الحديث) فهو يصوب أن الحديث عن عبيد الله ابن أبي نهيك لا عن عبيد الله ابن أبي يزيد. أقول ليس في كتب الرجال ما يدل على ما صوبه فقد ذكروا أن ابن أبي يزيد من شيوخه أبو لبابة, فلا مانع من أن يكون الحديث مرويًا من طريق ابن أبي يزيد وابن أبي نهيك.
(ش) أي قال وكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة يقصد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالتغني بالقران الاستغناء أي يستغنى به عن الناس والإكثار من الدنيا. والمراد الغنى المعنوي وهو غنى النفس لا الغنى المحسوس الذي هو ضد الفقر, لأن ذلك لا يحصل بمجرد ملازمة القراءة إلا إذا كان ذلك إكرامًا من الله تعالى لبعض عباده ولأن سياق الحديث يأبى هذا المحمل إذ يكون معناه حينئذ ليس منا من يتطلب الدنيا بملازمة تلاوه القرآن, ولا يخفى بعده, أو المراد يستغني بالقران عما سواه من الكتب السماوية. وارتضى أبو عبيد تفسير وكيع وابن عيينة وقال إنه جائز في كلام العرب واستدل بقول الأعشى
وكنت امرأ زمنًا بالعراق ... خفيف المناخ طويل التغني
أي كثير الاستغناء, وبقول المغيرة بن حيناء
كلانا غني عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا اشتد تغانيا
أي استغناء. وبقول ابن مسعود من قرأ سورة آل عمران فهو غني. وأنكر بعضهم تفسير التغني بالاستغناء. قال في الفتح ذكر الطبري عن الشافعي أنه سئل عن تأويل ابن عيينة التغني بالاستغناء فلم يرتضه قال: لو أراد الاستغناء لقال لم يستغن, وإنما أراد تحسين الصوت. قال ابن بطال وبذلك فسره ابن أبي مليكة وعبد الله بن المبارك والنضر بن شميل. ويؤيده رواية عبد الأعلى عن معمر عن ابن شهاب في حديث (ما أذن الله لنبي ما أذن لنبي في الترنم في القرآن) أخرجه الطبري. وعنده من رواية عبد الرازق عن معمر ما أذن لنبي حسن الصوت. وهذا اللفظ عند مسلم من رواية محمَّد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة, وعند ابن أبي داود والطحاوي من رواية عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن أبي هريرة حسن الترنم بالقران قال الطبري والترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسنه القارئ وطرب به, قال ولو كان معناه الاستغناء لما كان لذكر الصوت ولا لذكر الجهر معنى. وأخرج ابن ماجه والكجي وصححه ابن