للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ذَكَرْنَا تَعْجِيلَ الصَّلَاةِ أَوْ: ذَكَرَهَا, فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ, تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ, تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ, يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ, فَكَانَتْ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ, أَوْ: عَلَى قَرْنَىِ الشَّيْطَانِ, قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا

===

يا رسول الله؟ قال: صل الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سبحة"، كما سيأتي عن قريب في "باب إذا أخر الإِمام الصلاة عن الوقت".

(فلما فرغ) أي أنس (من صلاته) أي العصر (ذكرنا تعجيل الصلاة) أي قلنا له: إنك تعجلت بالصلاة (أو) للشك من الراوي (ذكرها) أي ذكر أنس وجه تعجيل الصلاة، (فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تلك) أي صلاة العصر التي أخرت إلى الاصفرار (صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين، تلك صلاة المنافقين) كررها تشديدًا وتغليظًا (يجلس) أي يستمر جالسًا (أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس) أي تغير لونها (فكانت بين قرني شيطان) أي دنت للغروب.

قال النووي (١): اختلفوا فيه فقيل: هو على حقيقته وظاهر لفظه، والمراد أنه يحاذيها بقرنيه عند غروبها، وكذا عند طلوعها, لأن الكفار يسجدون لها حينئذ فيقارنها ليكون الساجدون لها في صورة الساجدين له، ويخيل لنفسه ولأعوانه أنهم إنما يسجدون له، وقيل: هو على المجاز، والمراد بقرنيه: علوه وارتفاعه وسلطانه وتسلطه وغلبة أعوانه وسجود مطيعيه من الكفار للشمس، قال الخطابي (٢): هو تمثيل ومعناه: أن تأخيرها بتزيين الشيطان ومدافعته لهم عن تعجيلها، كمدافعة ذوات القرون لما تدفعه، والصحيح الأول، انتهى.

(أو على قرني الشيطان) شك من الراوي (٣) (قام) إلى الصلاة (فنقر أربعًا) والمراد بالنقر: سرعة الحركات، كنقر الطائر حين يلتقط الحب من الأرض، والنقر


(١) "شرح صحيح مسلم" (٣/ ١٣٤).
(٢) انظر: "معالم السنن" (١/ ١٨٠).
(٣) في لفظ "بين" و"على"، وظاهر "الموطأ" أن الشك في التثنية والإفراد أيضًا. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>