للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وابنه سالم فكانا يشبكان بين أصابعهما في الصلاة، وكان الحسن البصري يشبك بين أصابعه في المسجد، وقال مالك: إنهم ينكرون تشبيك الأصابع في المسجد، وما به بأس، وإنما يكره في الصلاة.

وقد ورد النهي عن ذلك في أحاديث، منها ما أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (١) بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا كعب إذا توضأت فأحسنت الوضوء، ثم خرجت إلى المسجد، فلا تشبك بين أصابعك، فإنك في صلاة".

ومنها ما أخرجه الحاكم في "مستدركه" (٢) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع، فلا يفعل هكذا، وشبك بين أصابعه"، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين.

ومنها ما رواه ابن أبي شيبة (٣) بسنده عن مولى لأبي سعيد وهو مع

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، فرأى رجلًا جالسًا وسط الناس، وقد شبك بين أصابعه يحدث بنفسه، فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يفطن له، فالتفت إلى أبي سعيد، فقال: "إذا صلَّى أحدكم فلا يشبكن بين أصابعه فإن التشبيك من الشيطان".

فإن قلت: هذه الأحاديث معارضة لأحاديث الباب، قلت: غير مقاومة لها في الصحة ولا مساوية، وقيل: ليس بين هذه الأحاديث معارضة, لأن النهي إنما


= أولى بالإِباحة، وما ورد من مطلق المنع عن التشبيك في المساجد محمول على قبل الصلاة جمعًا بين الروايات (ش).
(١) "صحيح ابن حبان" (٢٠٣٦).
(٢) (١/ ٢٠٦).
(٣) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٥٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>