للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِلشَّيْطَانِ, وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّهُ, وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللَّهُ». [حم ٢/ ٩٧، كاملاً. ن ٨١٩، ك ١/ ٢١٣، خزيمة ١٥٤٩، مختصرًا]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو شَجَرَةَ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ. (١). (٢)

٦٦٥ - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, حَدَّثَنَا أَبَانُ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «رُصُّوا صُفُوفَكُمْ, وَقَارِبُوا بَيْنَهَا,

===

أي بين الصف (للشيطان) أي لدخوله فيه، فإنه إذا بقي فرجة بين الصف يدخله الشيطان كأنها الحذف، كما سيأتي في الحديث الآتي، (ومن وصل صفًا وصله الله) أي برحمته (ومن قطع صفًا قطعه الله) أي عن رحمته.

(قال أبو داود: أبو شجرة) اسمه (كثير بن مرة).

٦٦٥ - (حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أبان) العطار، (عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: رُصُّوا صفوفكم) الرص ضم البعض إلى البعض مثل لبنات الجدار، أي كونوا في الصف كأنه بنيان مرصوص، (وقاربوا بينها) أي بين الصفوف، أي لا تفصلوا بين الصفوف فصلًا كثيرًا، وقد صرح الحنفية بشرطية اتحاد المكان لجواز الصلاة.

قال في "البدائع" (٣): ومنها اتحاد مكان الإِمام والمأموم, لأن الاقتداء يقتضي التبعية في الصلاة، والمكان من لوازم الصلاة، فيقتضي التبعية في المكان ضرورة، وعند اختلاف المكان تنعدم التبعية في المكان، فتنعدم التبعية في الصلاة لانعدام لازمها, ولأن اختلاف المكان يوجب خفاء حال الإِمام على المقتدي، فتتعذر عليه المتابعة التي هي معنى الاقتداء، حتى إنه


(١) زاد في نسخة: "قال يزيد بن حبيب: أدرك كثير بن مرة سبعين بدريًا".
(٢) وفي "عون المعبود" (٢/ ٣٦٦) زيادة في آخر الحديث: "قال أبو داود: ومعنى "لينوا بأيدي إخوانكم": إذا جاء رجل إلى الصف، فذهب يدخل فيه، فينبغي أن يُلين له كل رجل منكبيه، حتى يدخل في الصف".
(٣) (١/ ٣٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>