للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وقد قال الترمذي (١) في "باب رفع اليدين عند الركوع" بعد تخريج حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وبهذا يقول بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ثم قال بعد تخريج حديث ابن مسعود في ترك الرفع: قال أبو عيسى: حديث ابن مسعود حديث حسن، وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتابعين، وهو قول سفيان وأهل الكوفة.

فعلم بهذا وبما تقدم من البحث عن الفريقين أن رفع اليدين عند الركوع والرفع منه ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يثبت دوامه، ولا أنه رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر عمره، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - ترك الرفع.

فالرافعون قالوا: إنه - صلى الله عليه وسلم - فعله مرة وتركه أخرى لخوف الوجوب، فهو سنة غير مؤكدة.

وأما المانعون فلم ينكروا الرفع بل قالوا: ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - الرفع وتركه، وكذلك روي عن الصحابة الرفع وتركه.

وهذا الفعل من الأفعال التي تقع في الصلوات في اليوم والليلة مرات كثيرة بحيث لا يمكن أن يخفى على أحد ممن في الصلاة، فلا يمكن أن يكون تركه لأجل أن علمه لم يحط به، ولا لأنه تركه سهوًا ونسيانًا، ولا لكونها سنة غير مؤكدة خصوصًا من ابن عمر، فإنه كان مقتفيًا لآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - من قيامه وقعوده من العادات فضلًا عن العبادات.

فقد روى البخاري في "صحيحه" (٢): أن ابن عمر -رضي الله عنهما- يتحرَّى أماكن من الطريق ما بين مكة والمدينة، ويصلي فيها، وقد كان هذا من


(١) "سنن الترمذي" (٢/ ٣٧).
(٢) "صحيح البخاري" (٤٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>