للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ (١) -صلى الله عليه وسلم-, فَذَكَرَ بَعْضَ هَذَا. قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَأَنَّهُ قَابِضٌ عَلَيْهِمَا, وَوَتَّرَ يَدَيْهِ فَتَجَافَى عَنْ جَنْبَيْهِ. وقَالَ: ثُمَّ سَجَدَ فَأَمْكَنَ أَنْفَهُ وَجَبْهَتَهُ وَنَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ فِى مَوْضِعِهِ, حَتَّى فَرَغَ,

===

فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر) فليح (بعض هذا) أي الحديث المتقدم.

(قال) فليح: (ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كأنه) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قابض عليهما) أي على الركبتين (ووتر يديه) أي جعلهما كالوتر، شبه يدي الراكع إذا مدهما قابضًا على ركبتيه بالقوس إذا أوترت (فتجافى) هكذا في النسخ الموجودة بصيغة المفرد على الماضي، والمرجع مثنى، فيأول بكل واحد منهما، أي تباعد كل من يديه عن جنبيه، ولفظ رواية فليح في البيهقي (٢): "ووتر يديه فنحاهما عن جنبيه".

والفرق بين لفظ أبي داود ولفظ البيهقي باعتبار المعنى أن لفظ أبي داود فتجافى (٣) لازم يدل على أنه لما وتَّر يديه فَتَبَاعَد اليدان عن الجنبين بغير واسطة فعل الفاعل، وأما معنى نَحَّى أنه - صلى الله عليه وسلم - وتَّر يديه وبَعَّدَهما عن جنبيه، فيدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - فعل الفعلين بالقصد.

(عن جنبيه. وقال) أي فليح: (ثم سجد فأمكن) أي أقَرَّ ووضع (أنفه وجبهته) أي على الأرض (ونحَّى يديه عن جنبيه) أي في حالة السجود (ووضع كفيه حذو منكبيه، ثم رفع رأسه) أي من السجود (حتى رجع كل عظم في موضعه) أي جلس بعد ما رفع رأسه من السجدة الأولى حتى رجع كل عظم في موضعه، ثم سجد السجدة الثانية (حتى فرغ) من السجدتين.


(١) وفي نسخة: "النبي".
(٢) وكذا في الترمذي، "ابن رسلان". (ش).
(٣) إلَّا أن متن ابن رسلان "يجافي" بالياء التحتانية، فلا فرق بينهما. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>