للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهُ أَتَى مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ, وَهُوَ يُصَلِّى بِقَوْمٍ صَلَاةَ (١) الْمَغْرِبِ, فِى هَذَا الْخَبَرِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يَا مُعَاذُ, لَا تَكُنْ (٢) فَتَّانًا, فَإِنَّهُ يُصَلِّى وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الْحَاجَةِ وَالْمُسَافِرُ». [ق ٣/ ١١٧]

===

قال الحافظ في "التهذيب": هذا الحديث أخرجه البزار (٣) من الوجه الذي أخرجه منه أبو داود فقال: عن جابر، عن أبيه أن حزم بن أبي كعب أتى معاذًا، وهو أشبه.

وفي بعض نسخ أبي داود: "حزم بن أبي بن كعب" بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد التحتانية كما في المصرية ونسخة "العون" والنسخة القديمة القادرية، وهو تصحيف من الناسخ، والصواب حزم بن أبي كعب.

(أنه أتى معاذ بن جبل، وهو يصلي بقوم صلاة المغرب، في هذا الخبر) يشير إلى أنه كان في الحديث المتقدم ذكر صلاة العشاء بخلاف هذا الحديث، فإن فيه ذكر صلاة المغرب (قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معاذ لا تكن فتانًا) أي بقراءتك الطويلة (فإنه يصلي وراءك الكبير) الشيخ الهرم (والضعيف) بضعف عارضي (وذو الحاجة والمسافر) والاختلاف الواقع في هذا الحديث والحديث المتقدم في صلاة المغرب والعشاء لا ينبغي أن يجمع بتعدد القصة، فإنه لا يمكن


(١) وكذا أخرج الترمذي (٥٨٣) بلفظ المغرب، وفي "العرف الشذي" (١/ ٢٥٤) عن البيهقي أنه معلول، ومال الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٥٤٣) إلى التعدد، وحكاه عن ابن حبان للاختلاف في اسم الرجل، وقال ابن رسلان: لعل إطلاق المغرب وهم نشأ من إطلاق الأعراب العشاء على المغرب، كما ورد: "لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب فإنهم يقولون: العشاء". قلت: ويشكل على المغرب أيضًا ما ورد من التعجيل في صلاته، فإنه يبعد أنهم ينتظرون لصلاتهم فراغه من المغرب ومجيئه بعد ذلك. (ش).
(٢) وفي نسخة: "لا تكونن"، وفي نسخة أخرى: "لا تكون".
(٣) انظر: "مجمع الزوائد" (٢/ ٢١٩) رقم الحديث (٢٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>