للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ فِى الْمَغْرِبِ بِطُولَى (١) الطُّولَيَيْنِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا طُولَى الطُّولَيَيْنِ؟ قَالَ: الأَعْرَافُ وَالآخْرَ الأَنْعَامُ, قَالَ: وَسَأَلْتُ أَنَا ابْنَ أَبِى مُلَيْكَةَ فَقَالَ لِى مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ: الْمَائِدَةُ وَالأَعْرَافُ. [خ ٧٦٤، ن ٩٩٠، ق ٢/ ٣٩٢]

===

والمفصل على ثلاثة أقسام: طوال المفصل من سورة الحجرات إلى سورة البروج، والأوساط من سورة البروج إلى سورة لم يكن، وأما القصار فمن سورة لم يكن إلى آخر القرآن، هذا هو الذي عليه الجمهور في تفسير طواله وقصاره وأوساطه، وقيل: طواله من قاف، وقيل: من الفتح، وقيل: من سورة محمد عليه السلام، وقيل: من الجاثية، وهو غريب، وقيل: من الحجرات إلى عبس، والأوساط منها إلى الضحى، والباقي القصار، كذا قاله الحلبي (٢).

(وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بطولى الطوليين؟ ) أي بأطول السورتين الطويلتين، والطولى تأنيث أطول، قاله الحافظ (٣) (قال) ابن أبي مليكة: (قلت) لعروة: (ما طولى الطوليين؟ قال) عروة: (الأعراف، والآخر الأنعام) قال الحافظ: وتعقب بأن النساء أطول من الأعراف، وليس هذا التعقب بمرضي, لأنه اعتبر عدد الآيات، وعدد آيات الأعراف أكثر من النساء وغيرها من السبع بعد البقرة، والمتعقب اعتبر عدد الكلمات, لأن كلمات النساء تزيد على كلمات الأعراف بمأتي كلمة.

(قال: وسألت أنا ابن أبي مليكة) هذا قول ابن جريج، أي ما طولى الطوليين؟ (فقال) ابن أبي مليكة لي (من قبل نفسه) من غير أن يروي عن شيخه عروة: (المائدة والأعراف) أي المراد بالطوليين المائدة والأعراف، فالطولى منهما الأعراف، فتفسير الطولى بالأعراف متفق عليه، وفي تفسير الأخرى ثلاثة أقوال: المحفوظ منها الأنعام، كذا قال الحافظ.


(١) وفي نسخة: "بطوال"، وفي نسخة: "بطول".
(٢) "غنية المتملي" (ص ٣١٢).
(٣) "فتح الباري" (٢/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>