يقول العبد:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. يقول الله عز وجل: مجدني عبدي) الحمد الثناء بجميل الفعال، والتمجيد الثناء بصفات الجلال، والثناء مشتمل على الأمرين، ولهذا جاء جوابًا لـ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية، قاله النووي (١).
(وهذه الآية) أي الآتي ذكرها (بينِي وبين عبدي، يقول العبد:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي نخصك بالعبادة ({وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}) أي نخصك بالاستعانة على العبادة وغيرها، (فهذه بيني وبين عبدي) لأن العبادة لله تعالى، والاستعانة من الله تعالى (ولعبدي ما سأل) أي بعد هذا.
(يقول العبد: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}) أي ثبتنا على دينِ الإِسلام، أو طريق متابعة الحبيب عليه السلام ({صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}) من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، وهذا يدل على مذهب البصريين في الوقوف من أن "أنعمت عليهم" آية بخلاف الكوفيين بناء على أن الفاتحة سبع آيات، ولم يذكر البسملة في هذا الحديث.
({غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}) أي اليهود ({وَلَا الضَّالِّينَ}) أي النصارى (فهولاء) أي الآيات (لعبدي، ولعبدي ما سأل) أي غير هذا، أو المعنى هذا، أو نحو هذا، فاندفع ما قاله بعض من لا علم عنده: لا فائدة في الدعاء،