٨٧٥ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا سُفْيَانُ، عن سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَعْبَدٍ، عن أَبِيهِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَشَفَ السّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشّرَاتِ النُّبُوَةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا،
===
فالجواب عنه: أنه لو كان معنى الدعاء عامًّا للاستغاثة والسؤال وإظهار التذلل بذكر أسمائه ونُعُوته فليس فيهما معارضة أصلًا، فإن التسبيحات أيضًا من الدعاء، ولو كان المراد بالدعاء السؤال الصريح كما في الأحاديث الواردة في الباب، فعلى هذا الجواب عنه أن الأمر بالدعاء في التطوعات، والأمر بالتسبيحات عام في الفرائض والتطوعات، فإن أمر التطوعات واسع، والله تعالى أعلم.
٨٧٥ - (حدثنا مسدد، نا سفيان، عن سليمان بن سحيم) بمهملتين مصغرًا، (عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن أبيه) عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب، (عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كشف الستارة) بكسر المهملة، ستر يكون على باب الدار (والناس) والواو حالية (صفوف) أي صافون في الصلاة يصلون (خلف أبي بكر فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولعل هذا القول صدر منه - صلى الله عليه وسلم - حين فرغوا من الصلاة:(يا أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات) بكسر الشين المشددة (النبوة إلَّا الرؤيا الصالحة).
قال السيوطي: أي الوحي منقطع بموتي، ولا يبقى ما يعلم منه مما سيكون، والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الأغلب، فإن من الرؤيا منذرة وهي صادقة، يريها الله للمؤمن رفقًا به، ليستعد لما يقع قبل وقوعها.
(يراها المسلم) لنفسه (أو ترى) على صيغة المجهول، أي يراها مسلم آخر (له) أي لذلك الرجل، (وإني نهيت أن أقرأ) القرآن (١)(راكعًا أو ساجدًا)