للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قديمًا وحديثًا، وهو ثالث الأركان أو الرابع - في قول بعض المحققين- التي قام عليها بناء السنَّة.

ونبدأ بكلام الإِمام أبي داود نفسه في وصف كتابه وذكر خصائصه، فهو الثقة الصدوق فيما يقول، ولا يصف كتابًا ولا يعرف غوامضه مثل مؤلفه.

* قال - رحمه الله- في رسالة أرسلها إلى أهل مكة في صفة كتابه:

"وهو كتابٌ لا يرد عليك سنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسنادٍ صالح إلَّا وهو فيه، إلَّا أن يكون كلام استخرج من الحديث ولا يكاد يكون هذا, ولا أعلم شيئًا بعد القرآن ألزم للناس أن يتعلموه من هذا الكتاب، ولا يضر رجلًا أن لا يكتب من بعد ما يكتب هذا الكتاب شيئًا، وإذا نظر فيه وتدبره وتفهمه يعلم مقداره" (١).

* وقال أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ابن الأعرابي - وهو أحد كبار تلاميذ الإِمام أبي داود وصاحب النسخة المشهورة للـ "سنن"-: "لو أن رجلًا لم يكن عنده من العلم إلَّا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا الكتاب- وأشار إلى نسخة "السنن" وهي بين يديه- لم يحتج معهما إلى شيء من العلم بتة" (٢).

* وقال أبو سليمان الخطابي صاحب "معالم السنن": "واعلموا - رحمكم الله- أن كتاب "السنن" لأبي داود كتاب شريف، لم يصنف في علم الدين كتاب مثله، وقد رُزِق القبول من الناس كافةً، فصار حَكَمًا بين فرق العلماء وطبقات الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، فلكلٍّ فيه وِرْدٌ ومنه شرب، وعليه معوَّل أهل العراق وأهل مصر وبلاد المغرب، وكثير من مدن أقطار الأرض.


(١) مقتبس من (رسالة أبي داود السجستاني في وصف تأليفه لكتاب "السنن" ص ٦ - ٧) رواية أبي الحسين بن جميع عن محمد بن عبد العزيز الهاشمي عنه، طبعت في مطبعة الأنوار بالقاهرة سنة ١٣٦٩ ص بتحقيق العلامة محمد زاهد الكوثري.
(٢) ذكره الخطابي في مقدمته سماعًا من ابن الأعرابي "معالم السنن" (١/ ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>