للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

فإن قلت: قال النووي: حديث علي ضعيف متفق على ضعفه، وهو موقوف عليه بسند ضعيف منقطع؟ قلت: كأنه لم يطلع إلَّا على الأثر الذي فيه حجاج بن أرطاة، ولم يطلع على طريق جرير عن منصور فإنه سند صحيح، ولو اطلع لم يقل ما قاله، وأما قوله: متفق على ضعفه فزيادة من عنده فلا يدرى من سلفه في ذلك، على أن أبا زيد زعم في "الأسرار" أن محمد بن الحسن قال: رواه مرفوعًا معاذ وسراقة بن مالك (١).

قلت: قال الحافظ في "الدراية" (٢): روى عبد الرزاق عن علي موقوفًا "لا تشريق ولا جمعة إلَّا في مصر جامع"، وإسناده صحيح.

وقال الشوكاني في "النيل" (٣): واحتجوا بما روي عن علي عليه السلام مرفوعًا: "لاجمعة ولا تشريق إلَّا في مصر جامع"، وقد ضعف أحمد رفعه، وصحح ابن حزم وقفه.

أما استدلال الشافعية بحديث جواثى فغير مستقيم، بل الحق ما قاله الشيخ النيموي في "آثار السنن" (٤) بعد نقل هذا الأثر: إن هذا الأثر يستفاد منه أن الجمعة تخص بالمدن كالمدينة وجواثى، ولا تجوز في القرى، وقال في تعليقه: قوله: إن الجمعة تخص بالمدن: قلت: لأن الجمعة فرضت بمكة قبل نزول "سورة الجمعة" على ما قاله الشيخ أبو حامد والعلامة السيوطي في "الإتقان" ورسالته "ضوء الشمعة"، والشيخ ابن حجر المكي في "شرح المنهاج" والشوكاني في "النيل" (٥)، وهو الأصح خلافًا للحافظ ابن حجر، ولم يتمكن النبي - صلى الله عليه وسلم - من إقامتها هناك فصلَّى أول جمعة بالمدينة حين قدم، وإن أهل جواثى


(١) انظر: "عمدة القاري" (٥/ ٤١).
(٢) انظر: "الدراية" (١/ ٢١٤).
(٣) "نيل الأوطار" (٢/ ٥١٤).
(٤) "آثار السنن" (٢/ ٨٧).
(٥) "نيل الأوطار" (٢/ ٥١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>