للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَمَرَتْهُ, فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ, ثُمَّ جَاءَ بِهَا, فَأَرْسَلَتْهُ (١) إِلَى رسول الله (٢) -صلى الله عليه وسلم-, فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ هَا هُنَا, فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ عَلَيْهَا, ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْهَا, ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِى أَصْلِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَادَ, فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ, إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِى وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتِى». [خ ٩١٧، م ٥٤٤، ق ٣/ ١٩٥]

===

أي وقت الخطبة (فأمرته) أي المرأة غلامه (فعملها من طرفاء) وهي الأثل (الغابة) موضع قريب من المدينة من عواليها من جهة الشام، قيل: على تسعة أميال من المدينة، وقال ياقوت (٣): بينها وبين المدينة أربعة أميال، وقال الزمخشري: الغابة بريد من المدينة من طريق الشام.

(ثم جاء بها) أي جاء الغلام بالمنبر بتأويل الأعواد (فأرسلته) أي المنبر (إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ويحتمل أن يرجع إلى الغلام، وعلى هذا معناه أنها أرسلت غلامها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره بتمام صنعه وفراغه منه (فأمر) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بها) أي بالأعواد (فوضعت ها هنا) أي في المحل الذي هو موضوع الآن.

(فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى عليها) أي قام عليها مصليًا (وكبر عليها) للتحريمة (ثم ركع وهو) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والواو للحال (عليها) أي على أعواد المنبر (ثم نزل) عن المنبر (القهقرى) أي راجعًا إلى ورائه للمحافظة على استقبال القبلة (فسجد في أصل المنبر ثم عاد) أي صعد على المنبر للركعة الثانية.

(فلما فرغ) من الصلاة (أقبل) أي توجه (على الناس فقال: أيها الناس! إنما صنعت هذا) أي الصلاة على المنبر (لتأتموا بي) أي لتقتدوا بي (ولتعلموا) بكسر اللام وفتح التاء المثناة من فوق، وتشديد اللام، وأصله لتتعلموا، فحذفت أحدى التائين (صلاتي) أي تحصلوا العلم بصلاتي.


(١) وفي نسخة: "فأرسلت".
(٢) في نسخة: "النبي".
(٣) انظر: "معجم البلدان" (٤/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>