للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا رُويفِعُ لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي، فَأَخْبِو النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا،

===

الإِسلام، بأنه كان إذ ذاك خفيفًا، وإعلام بأني كنت قديم الإِسلام فيعتمدوا عليّ ويصدقوا حديثي، ولهذا روى بعد ذلك.

(ثم قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدي) ووقع كما أخبر، فطالت حياته (١)، وأدرك زمن إمارة معاوية - رضي الله عنه -. وأيضًا فيه إخبار عن الغيب من تغيير يحصل في الدين بعد القرن الأول، وهذا أيضًا وقع كما قال.

(فأخبر الناس أنه من عقد لحيته) (٢) قال الأكثرون: هو معالجتها حتى تتعقد وتتجعد، وهذا مخالف للسنَّة التي هي تسريح اللحية، وقيل: كانوا يعقدونها (٣) في الحرب زمن الجاهلية، فأمرهم عليه السلام بإرسالها، لما في عقدها من التشبه بالنساء، وقيل: كان ذلك من دأب العجم أيضًا، فنهوا عنه، وقيل: كان من عادة العرب أن من له زوجة واحدة، عقد في لحيته عقدة صغيرة، ومن كان له زوجتان عقد عقدتين، كذا نقله القاري (٤) عن الأبهري.

(أو تقلّد وترًا) بفتحتين، أي خيطًا فيه تعويذ أو خرزات، لدفع العين، والحفظ عن الآفات، كانوا يعلقون على رقاب الولد والفرس،


(١) وتوفي سنة ٥٣ هـ بأفريقة، وهو آخر من مات بها من الصحابة. "غاية المقصود". (ش). [وفي "التقريب" (١٩٧١)، و"التهذيب" (٣/ ٢٩٩)، و"الإصابة" (٢/ ١١٤): مات سنة ستة وخمسين].
(٢) قال ابن رسلان: في اللحية يكره عشر خصال، هذه إحداها. (ش).
(٣) تكبرًا وعجبًا، قاله ابن الأثير، كذا في "الغاية". (ش).
(٤) (٢/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>