للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: "أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَشَهِدَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمَ فِطْرٍ فَصَلَّى, ثُمَّ خَطَبَ, ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ - قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: أَكْبَرُ عِلْمِ شُعْبَةَ - فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ". [خ ٩٧٧، م ٨٨٤، ن ١٥٦٩، جه ١٢٧٣، حم ١/ ٢٢٠]

===

كثير العبدي عطف على حدثنا حفص (أنا شعبة، عن أيوب، عن عطاء قال: أشهد على ابن عباس) أي على شهادته بأنه شهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه خرج، الحديث. (وشهد ابن عباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه خرج) إلى المصلى (يوم فطر، فصلَّى) ركعتي العيد، (ثم خطب) خطبة العيد، (ثم أتى النساء) أي محل جلوسهن (ومعه بلال، قال ابن كثير: أكبر علم شعبة) أي قال له شعبة: أكبر علمي: (فأمرهن بالصدقة فجعلن يلقين).

حاصل هذا الكلام أن ابن كثير يقول: إن شعبة لما حدث بهذا الحديث تيقن بأن هذا الحديث إلى قوله: "ومعه بلال" من شهادة ابن عباس في حديث أيوب، وشك شعبة في قوله: "فأمرهن بالصدقة فجعلن يلقين"، هل هو داخل في حديث أيوب فيما شهد به ابن عباس أو لا؟ ، ولكن أكبر علم شعبة أنَّ هذا الكلام أيضًا داخل فيه، فكأن شعبة لم يتيقن أنَّ هذا الكلام قاله أيوب أو لم يقله.

قلت: روى شعبة هذا الحديث بسندين، الأول: ما رواه أبو داود من طريق ابن كثير عن شعبة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس، وفيه بين ابن كثير شك شعبة، وقد رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (١) بهذا السند، ولفظه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد، فصلَّى ثم خطب، ثم أتى النساء، فحثهن على الصدقة، فجعلن يلقين من أقرطهن، فترك ذكر بلال ولم يبين الشك.

والثاني: ما رواه البخاري ومسلم (٢) وغيرهما، ففي "البخاري" من طريق


(١) "مسند أبي داود" (٢٦٥٥).
(٢) انظر: "صحيح البخاري" (٩٦٤)، و"صحيح مسلم" (٨٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>