للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَكَبَّرَ (١) وَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ, وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوهُ وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ»

===

وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يخرج المنبر في العيدين، ولم يخطب فيهما إلَّا قائمًا على الأرض، والاستسقاء فيه زيادة التواضع والتضرع كما في الحديث: خرج متبذلًا متواضعًا متذللًا، وهذه الحالة ينافيه الترفع على المنبر.

(فكبر وحمد الله عَزَّ وجلَّ) قال القاري: قال مالك والشافعي وأحمد في الرواية المختارة عند أصحابه: تسن الخطبة، وتكون بعد الصلاة خطبتان على المشهور، ويستفتحهما بالاستغفار (٢) كالتكبير في العيد، وقال أبو حنيفة وأحمد في الرواية المنصوص عليها: لا خطبة لها، وإنما هي دعاء واستغفار، ثم قال: قال صاحب "الهداية" (٣): ثم هي كخطبة العيد عند محمد، قال ابن الهمام (٤): يعني فتكون خطبتين يفصل بينهما بجلوس، وعند أبي يوسف واحدة، ولا صريح في المرويات يوافق قول محمد أنها خطبتان.

(ثم قال: إنكم شكوتم) أي إلى الله ورسوله (جدب دياركم) بفتح الجيم وسكون المهملة أي قحطها (واستئخار المطر) أي تأخره (عن إبان زمانه) بكسر الهمزة وتشديد الباء أي عن أول زمان المطر، والإبان: أول الشيء، قيل: نونه أصلية، فيكون فعالًا، وقيل: زائدة، فيكون فعلان، وفي "القاموس": إبان الشيء بالكسر: حينه أو أوله (عنكم) متعلق باستئخار (وقد أمركم الله عَزَّ وَجَلَّ) في كتابه (أن تدعوه) بقوله: {ادْعُونِي} (ووعدكم أن يستجيب لكم) بقوله: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ولا خلف في وعده.


(١) زاد في نسخة: "- صلى الله عليه وسلم -".
(٢) وعندنا بالتحميد كما في "الشامي". (انظرة: "رد المحتار" ٣/ ٥٨). (ش).
(٣) "الهداية" (١/ ٨٧).
(٤) انظر: "فتح القدير" (٢/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>