للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ, اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ الْغَنِىُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ. أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى خير» , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ, فَلَمْ يَزَلْ (١) فِى الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبْطَيْهِ, ثُمَّ حَوَّلَ إلي النَّاسِ ظَهْرَهُ, وَقَلَّبَ - أَوْ حَوَّلَ - رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ, ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ, فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ

===

(ثم قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ}) بغير ألف ({يَوْمِ الدِّينِ}) وفي نسخة "المشكاة": "مالك" بالألف

في جميع النسخ، قاله القاري (٢)، (لا إله إلَّا الله يفعل ما يريد، اللهُمَّ أنت الله لا إله إلَّا أنت الغني ونحن الفقراء) المحتاجون إليك في الإيجاد والإمداد (أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قُوَّةً وبلاغًا) أي زادًا يُبَلِّغُنا (إلى خير) أي إلى خير الدنيا والآخرة، وفي نسخة "المشكاة": إلى حين، أي آجالنا، والمعنى اجعل الخير الذي أنزلت إلينا لقوتنا نتقوى به على شكرك وعبادتك، ومددًا لنا مددًا طوالًا.

(ثم رفع يديه) أي للدعاء (فلم يزل في الرفع حتى بدا) أي ظهر (بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره) واستقبل القبلة إشارة إلى التبتل إلى الله (وقلَّب) بالتشديد، وفي نسخة: بالتخفيف (أو حول) شك من الراوي (رداءه) للتفاؤل، وإرادة تقليب الحال (وهو رافع يديه) حال من قوله: "ثم حول إلى الناس ظهره" أو من قوله: "وقلب رداءه"، فالحال حينئذ مقارنة.

(ثم أقبل على الناس) بوجهه (ونزل) من المنبر (فصلَّى ركعتين فأنشأ الله) أي أوجد وأحدث (سحابة، فرعدت وبرقت) بفتح الراء، أي ظهر فيه الرعد


(١) وفي نسخة: "فلم يترك".
(٢) انظر: "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٦١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>