للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، فَصَلَّاهَا بِعُسْفَانَ

===

عن منصور عند أحمد (١) يوافق سياق أبي داود، فيرجح حديث جرير على حديث عبد العزيز.

(فسلم عليهم جميعًا، فصلاها بعسفان) قال ابن القيم في "زاد المعاد" (٢): والظاهر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول صلاة صلاها للخوف بعسفان، كما قال أبو عياش الزرقي: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان" الحديث، رواه أحمد وأصحاب السنن.

وكذا قال أبو هريرة: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نازلًا بين ضجنان وعُسفان" وذكر الحديث، قال الترمذي: حديث حسن صحيح (٣)، ولا خلاف بينهم أن غزوة عسفان كانت بعد الخندق، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صلَّى صلاة الخوف بذات الرقاع، فعُلم أنها بعد الخندق وبعد عسفان، ويؤيد هذا أن أبا هريرة وأبا موسى شهدا ذات الرقاع، كما في "الصحيحين" (٤) عن أبي موسى "أنه شهد غزوة ذات الرقاع"، وأما أبو هريرة ففي "المسند" و"السنن" (٥): أن مروان بن الحكم سأله: هل صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ قال: نعم، قال: متى؟ قال: عام غزوة نجد.

وهذا يدل على أن غزوة ذات الرقاع بعد خيبر، وإن من جعلها قبل الخندق فقد وهم وهمًا ظاهرًا، ثم قال: فالصواب تحويل ذات الرقاع من هذا الموضع إلى ما بعد الخندق بل بعد خيبر، وإنما ذكرنا ها هنا تقليدًا لأهل المغازي والسير، ثم تبين لنا وهمهم، وبالله التوفيق، انتهى.


(١) "مسند أحمد" (٤/ ٥٩).
(٢) "زاد المعاد" (٣/ ٢٥١ - ٢٥٢).
(٣) أخرجه الترمذي (٣٠٣٥).
(٤) انظر: "صحيح البخاري" (٤١٢٨)، و"صحيح مسلم" (١٨١٦).
(٥) انظر: "مسند أحمد" (٢/ ٣٢٠)، و"سنن النسائي" (١٥٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>