للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ مِالِكٌ: وَحَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ أَحَبُّ مَا سَمِعْتُ إِلَيَّ.

===

رومان ساكتة عن سلامها، ورواية يحيى بن سعيد مصرحة بالسلام فحمل عليها.

(قال مالك (١): وحديث يزيد بن رومان أحب ما سمعت إلى) ولفظ البخاري (٢): قال مالك: "وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف".

ولفظ مالك في موطئه (٣): "وحديث القاسم بن محمد عن صالح بن خوات أحب ما سمعت إلى في صلاة الخوف" فما في أبي داود من قوله: "وحديث يزيد بن رومان أحب ... إلخ"، بتقييد حديث يزيد بن رومان، مراده حديث صالح بن خوات سواء كان من حديث يزيد بن رومان أو من حديث القاسم بن محمد.

وقال الدارقطني (٤) بعد ما أخرج حديث يزيد بن رومان: قال ابن وهب: قال لي مالك: أحب إلى هذا، ثم رجع قال: يكون قضاؤهم بعد السلام أحب إلى.

قال الحافظ (٥): هذا القول يقتضي أنه سمع في كيفيتها صفات متعددة،


(١) وما يظهر من ملاحظة الزرقاني (١/ ٣٧١) أن الإِمام مالكًا -رضي الله عنه - كان يقول أولًا بذاك، ثم رجع عنه إلى حديث القاسم الذي فيه سلام الإِمام منفردًا بدون انتظار فراغ الطائفة الثانية، إذ مقتضى الإمامة عدم الانتظار، فتأمل.
وكذلك سيأتي عن الدارقطني رجوع الإِمام عن ذلك، ورجح أحمد حديث يزيد بن رومان، وفرق الشافعي في الترجيح بين كون العدو إلى القبلة، فاختار حديث عسفان، وبين كونه في غير القبلة فمثل أحمد، واختار الحنفية حديث ابن عمر وابن مسعود لأنهما أوفق بالقرآن، كذا في "الأوجز" (٤/ ٢٥). (ش).
قلت: قال صاحب "فتح القدير" (٢/ ٦٣) بعد إيراد رواية ابن مسعود وابن عمر -رضي الله عنهما-: ولا يخفى أن كلا من الحديثين إنما يدل على بعض المطلوب، وقد روي تمام صورة الكتاب موقوفًا على ابن عباس من رواية أبي حنيفة، ذكره محمد في "كتاب الآثار" (ص ٣٩)، وراجع "معارف السنن شرح سنن الترمذي" (٥/ ٤٦ - ٤٧).
(٢) انظر: "صحيح البخاري" (٤١٣٠).
(٣) "موطأ الإِمام مالك" (١/ ١٨٥).
(٤) "سنن الدارقطني" (٢/ ٦١).
(٥) "فتح الباري" (٧/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>