للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ سَالِمٍ أَبِى النَّضْرِ, عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ نَظَرَ, فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حَدَّثَنِى, وَإِنْ كُنْتُ نَائِمَةً أَيْقَظَنِى, وَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ, ثُمَّ اضْطَجَعَ (١) حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤْذِنَهُ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ, فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ". [ق ٣/ ٤٥ - ٤٦]

===

أبي النضر، فذكر التحديث عقيب صلاة الليل، وذكر اضطجاعه بعد ركعتين قبل ركعتي الفجر.

(عن سالم أبو النضر) هو ابن أبي أمية، (عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قضى) أي أتم (صلاته من آخر الليل) أي صلاة التهجد (نظر) أي التفت وتوجه إلى (فإن كنت مستيقظة حدثني، وإن كنت نائمة أيفظني) أي لأداء الوتر كما جاء في رواية (وصلَّى الركعتين) بعد الوتر، ولعله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الركعتين بعد الوتر ليدل على أن قوله: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا" ليس للوجوب، بل لجواز أن يصلي بعد الوتر النافلة، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي بعد الوتر ركعتين نافلة جالسًا.

(ثم اضطجع حتى يأتيه الموذن فيوذنه بصلاة الصبح، فيصلي ركعتين خفيفتين) أي ركعتي الفجر (ثم يخرج إلى الصلاة)، وهذا الحديث يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع قبل ركعتي الفجر ولم يضطجع بعدهما، والروايات الآتية تدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يضطجع بعد ركعتي الفجر، فالظاهر أنه محمول على اختلاف الأوقات، وأيضًا هذا الاختلاف يدل على أن هذه الضجعة لم يكن للتشريع بل لدفع الكسل والتعب.

قال البيهقي بعد تخريج هذه الرواية (٢): وهذا بخلاف رواية الجماعة


(١) وفي نسخة: "يضطجع".
(٢) انظر: "السنن الكبرى" (٣/ ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>